لم يعد اللباس المدرسي الموحد عاملا للتقريب بين الطلاب، لا في المدارس الحكومية ولا المدارس الخاصة، حتى لو اشترت إدارة المدرسة الخاصة بنفسها اللباس ووزعته على طلابها وطالباتها، فهناك من يستبدله من الأهل بالأعلى سعرا، أما في المدارس الحكومية فتبدأ معاناة الأهل منذ لحظة التوجه إلى صالات السورية للتجارة حيث السعر الأقل لكن الأقمشة والموديلات غير المحببة للأبناء، لكن لا حيلة أمام الآباء، فيبدأ الأبناء باكرا بالسؤال حتى لو كان بينهم وبين أنفسهم لِمَ أنا لباسي أقل جمالا وجودة وسعرا، قد يجيب الأهل أبناءهم بإجابات مقنعة أو غير مقنعة، عن الأسباب، لكن ماذا عن المدرسة، التي تريد أن تنقل إلى طلابها قيم الانتماء والمواطنة الفاعلة، ثم هل حال المعلمين والمعلمات والكادر الإداري بأفضل حال، خاصة أن المدرسة الحكومية تتجاور مع المدرسة الخاصة، ويرى الطلاب الفرق بأم العين.
أي قيم تستطيع المدرسة نقلها؟ ومهما كانت كفاءة الإدارة عالية، وخبرة الموجهين والمرشدين النفسيين كبيرة، هل يستطيعون الإجابة عن تساؤلات الأبناء العلنية والضمنية.
إن مؤسستنا التربوية والتعليمية، مطالبة أثناء عملها على تنشئة جيل معافى بقيم تحقق تماسك المجتمع، لابد لها من الإجابة على أسئلة طلابها حول اللباس المدرسي وإلا ستصبح مطالبة بإجابات حول أسئلة أخرى ، دون أن نغفل أن الأهل مشغولون عن أسئلة أبنائهم بتأمين لقمة العيش.
فواصل
لينا ديوب
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887
السابق
التالي