قضايا حياتية تتكرر تبعاتها السلبية، لترسم جميع أنواع المنغصات في رحلة بحث يومية يقوم بها المواطن لتأمين احتياجاته، حيث تفاقم المشهد جراء الحديث عن تداعيات الاختناقات فيما يتعلق بمادة الغاز المنزلي، خاصة أن الكثير من العائلات تعتمد على المادة للتدفئة المنزلية، ما دفع المواطنين للتوجه إلى مراكز التوزيع وغيرها، للحصول على أسطوانة غاز.
كثيرون منهم لم يكتفوا بحاجتهم، إنما أرادوا تأمين فائض لديهم وتخزينه خوفاً من طول فترة الاختناق (المتوقعة)، ما أدى إلى تشكّل طوابير من المواطنين، وباتت الشوارع والأحياء تعج بهرولة الأهالي من منطقة إلى أخرى، وهم يحملون جرارهم بحثاً عن المادة، ضمن (رحلة البحث عن الغاز)، فأينما اتجهت أو نظرت أو شاحت عيناك من حولك تتلقفك رؤية جرار الغاز الزرقاء، مزينة معظم الأمكنة، أو محمولة على الأكتاف أو بين الأيادي، مدللة معززة – في حال كانت تنضح بما فيها..
لكن في المقلب الآخر، كانت التأكيدات أنه لا يوجد أزمة حقيقية على توافر الغاز المنزلي، بقدر ما هي اختناقات ناتجة عن تأخر وصول التوريدات المتعاقد عليه، وفي جزء آخر نتيجة زيادة الطلب في هذه الفترة حيث شكلت ازدحاماً على مراكز توزيع الغاز بسبب ارتفاع استهلاك المواطنين للمادة، إذ إن قسماً كبيراً منهم يلجؤون إلى الغاز من أجل التدفئة بسبب الأحوال الجوية، فالمواطن أحياناً هو من يساهم بخلق الأزمة عبر مضاعفة الطلب على المادة.
على الرغم من التأكيدات المعلنة، إلا أن جميع المناطق تشهد اختناقات شديدة في مراكز التوزيع، ولدى المعتمدين، حيث يطغى على المشهد تفاقم أرتال المواطنين، التي تجمعت وسط فوضى وتزاحم، والتي تتحول بلحظات إلى إشكاليات يتبعها ما هو أكثر منذ ذلك، ليبقى الواقع يترجم حالة ازدياد طوابير المواطنين التي تقف بانتظار أن تحصل على مبتغاها.
الواقع ينبئ بحال من عدم الرضا تسود الشارع، فما حصل من اختناق في توفير مادة الغاز المنزلي، كان كالنار في الهشيم، فهل هناك انحسار قريب، أم أن قدرنا أن نبقى في ديمومة من الانتظار لأبسط الحاجيات؟! وليستمر اللهاث وراء تأمين متطلباتنا الحياتية هو عنواننا الدائم.
ما نأمله أن تكون الإجراءات الأخيرة من زيادة الكميات المخصصة، ورفع سقف الإنتاج من الاسطوانات المنزلية، كفيلاً بوضع حدٍّ نهائيّ لهذه المشكلة، ووضع ضوابط تحول دون تكرارها، وهو الأهم.
حديث الناس
لينا شلهوب
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887