لا يحتاج الأمر تقارير جديدة حول علاقات الولايات المتحدة الأميركية وحليفها النظام التركي الذي يتزعمه أردوغان بتنظيم داعش الإرهابي وقبله تنظيمي القاعدة وطالبان، فالواقع على الأرض يتكلم عن نفسه بشكل لا لبس فيه، ولكن ما تم تداوله حول امتلاك روسيا الاتحادية لأدلة جديدة تثبت العلاقة الوطيدة بين واشنطن وتنظيم داعش يأتي في إطار تأكيد المؤكد.
والمؤكد لمن اكتووا بنار الإرهاب بشكل مباشر، هو أن الرعاية الفائقة التي أولتها إدارتا أوباما وترامب لإرهابيي داعش في سورية وقبلها العراق خلال السنوات الماضية، كانت واضحة مثل عين الشمس، حيث كان السوريون ومثلهم العراقيون يرصدون بأم العين ما تقوم به قوات النخبة الأميركية وطائراتها، والموجودة في إطار ما يسمى التحالف الدولي، من عمليات إخلاء وتأمين لمتزعمي التنظيم وكبار قتلته ومجرميه، من ساحات المعارك إلى أماكن أخرى آمنة ومحمية من قبل الأميركيين أنفسهم.
وهذا يماثل تماماً عمليات الإغارة التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية على أحد سجون حركة طالبان في ولاية بادغيس الأفغانية الذي يوجد فيه إرهابيون ينتمون لتنظيم داعش محتجزون، وقيامها بحسب بيان الخارجية الروسية بنقل جميع الدواعش إلى اتجاه غير معلوم، وذلك منعاً لتسرب أي معلومات عن علاقة هؤلاء الإرهابيين مع الولايات المتحدة ومن يتبعها.
ومع العلم ان عشرات التقارير الاستخباراتية والصحفية تحدثت خلال السنوات الماضية عن العلاقات المشبوهة لواشنطن وأنقرة بالتنظيمات الإرهابية في سورية مع الأدلة والبراهين، إلا أن المسؤولين الأميركيين على مختلف مستوياتهم لم ينفكوا يتشدقون بمحاربة الإرهاب على شاشات التلفزة والقنوات الفضائية التي تحركها الدعاية الأميركية والصهيونية، وعلى أرض الواقع مجازر يندى لها جبين الإنسانية، ضحاياها أطفال ونساء سوريون في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
ويمكن أن نقول إن داعمي الإرهاب يذكرون سوية، فما ينطبق على الإدارة الأميركية في هذا الخصوص ينطبق على النظام التركي بزعامة أردوغان، لجهة أن الطرفين يتبادلان أدوار الإرهاب والإجرام في سورية، وفق خطط استعمارية مرسومة داخل الكواليس المظلمة في واشنطن وأنقرة، وفي الوقت نفسه يمثلان على العالم أجمع حالة الخلاف والخصام.
نافذة على حدث
راغب العطيه
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887