منذ مدة طويلة وحلف العدوان يحاول اختصار نتائج الحرب على سورية والتعجيل بإصدارها لمصلحته، عبر سياسة مرتبكة متناقضة في القول والفعل والممارسة، ولكن في كل مرة يخفق بالوصول إلى مآلاته مع أنه استخدم وسائل وأساليب كثيرة، لكن تلك الأساليب كانت مفضوحة وأوراقها محروقة مسبقاً، وقبل أن تُرمى على طاولات اللعب.
وبين الحين والآخر يتم الكشف عن خيوط جديدة ومؤامرات يعمل ذاك الحلف على حبكها وتشبيكها، بهدف تضييق الخناق على الجيش العربي السوري، وجعل يده قصيرة عن محاربة التنظيمات الإرهابية، حيث لم يكن أمامه خيارات كثيرة لاتهامه أمام الرأي العام العالمي وإدانته، لذا لجأ إلى لعبة الكيميائي المكرورة ومسرحيتها الممجوجة ذات السيناريو الركيك والضعيف، معللاً نفسه بالابتزاز ودفعه الحكومة السورية للتنازل.
ما تم الكشف عنه بأن تلك التنظيمات تحضر لهجوم جديد باستخدام أسلحة كيميائية مزعومة، ومواد سامة على المدنيين، ووحدات قواتنا المسلحة التي تحميهم في إدلب، يؤكد مضي الحلف المذكور وأميركا الذي تتزعمه، بأن أولئك جميعاً أفلسوا بثني سورية عن أهدافها وغاياتها في التخلص من العصابات المتطرفة، ومساعدة تلك العصابات على التمدد والانفلات مرة أخرى، بعد أن انحسرت في أماكن ومناطق محدودة، وسوف يتم القضاء عليها بشكل تام، وبات أمر تنفيذ القضاء عليها أقرب من أي وقت مضى.
تحضير الإرهابيين لهجوم في معرة النعمان، وتخزينهم المواد الكيميائية السامة وملحقاتها في ريف اللاذقية الشمالي والمناطق القريبة منه، يشير بوضوح إلى نية أميركية مبيتة في هذا الاتجاه، تستهدف تأخير الحل السياسي الذي يجري الحديث عنه، وتلغيم التحضيرات واللقاءات المتعلقة فيه، ما يدل بما لا يدع مجالاً للشك، أن أعداء سورية لا يريدون إنهاء الحرب بل يطيلون أمدها، وبذات الوقت يستعجلون نتائجها كي تكون لمصلحتهم، بما يخدم السياسة الغربية عسكرياً وأمنياً واقتصادياً.
في كل مرة تتقدم فيه سورية نحو إنهاء ملف الإرهاب، يتنطح أقطاب المؤامرة لفبركة الدعايات الكاذبة عن استخدام الكيماوي الذي لم يعد له وجود أساساً ضمن الأسلحة السورية التي تستخدمها في حربها على التكفيريين، وهو ما يدفع أيضاً آلاتهم الإعلامية العاملة تحت إمرة أولئك للكذب والتضليل وتشويه الحقيقة وإلقاء الاتهامات جزافاً.
حدث وتعليق
حسين صقر
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887