لمن يجرؤ …

أثيرت في الفترة الماضية وفي أكثر من مكان مسألة تقاضي الأطباء معاينة قليلة وإنها مازالت على حالها منذ العام 2004 ، لكن ما يطرح التساؤل حتى ممن يستخدمون بطاقة التأمين أن هناك ارتفاع واضح في المعاينة الطبية وفي كثير من الأحيان تكون غير منطقية تصل لدى البعض وهم قلة إلى 7 آلاف ليرة سورية، أو أكثر تحت حجة أن العيادة لديها ازدحام كبير وأن ما تقدمه من خدمات يميزها عن غيرها.
هذا التمايز غريب من نوعه وصادم ومحرج أيضاً بالنسبة للمواطن، فالأمر يتعلق بصحته وفي كثير من الأحيان في استمراره على قيد الحياة، ونقصد هنا أجور بعض العمليات الحساسة جداً للأمراض والحالات المزمنة ومنها عمليات القلب التي كثرت في الآونة الأخيرة، ما جعل المشافي العامة تشهد ازدحاماً واختناقاً يؤجل كثيراً من هذه العمليات لأشهر ولا يخلو الأمر أحياناً من تغيير في الأدوار، ما يضطر المواطن للذهاب إلى القطاع الخاص، وهنا تكمن المشكلة حيث إن هناك عمليات تحتاج لمبالغ كبيرة قد تتخطى المليون ليرة سورية .
ومن حق الطبيب أن يطالب بزيادة أجرة معاينته في حال كان يشعر بالغبن نتيجة عدم تناسبها مع تطورات الأسعار بشكل عام، لكن لا يحق له أن يطالب بإلغاء المراكز الصحية في الجمعيات الخيرية، هذه المراكز التي تقي المواطن المكبل بالأعباء المالية من طمع و مادية القطاع الطبي الخاص، وخاصة في هذه الفترة العصيبة التي تمر فيها بلادنا وهي فترة حرب قاسية من كل النواحي، فكيف يمكن أن يجرؤ أي يكن أن ينسف ما تبقى للمواطن من إمكانية أن يحصل على معاينة شبه مجانية تشبه القطاع العام الذي يقدم خدماته مجاناً للمواطنين؟! .
وشتان ما بين من يطلب إلغاء المساعدة الصحية الخيرية وبين أطباء سوريون يقدمون الرعاية و المعاينة الطبية للمواطنين والجرحى وذوي الشهداء بالمجان أو بأجور رمزية، ولهؤلاء ترفع القبعات، فهم يجسدون حقاً مدى ارتباط مهنة الطب بالإنسان ، ولعل اجراء دراسة فعلية لأجرة المعاينة ستكون أكثر إنصافاً للمواطن في حال الالتزام بها بعيداً عن رفع فردي لأجور فاقت قدرة المواطن.

رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً