تحاول الولايات المتحدة الأميركية استنساخ تجاربها الفاشلة في المنطقة لتحقيق أجنداتها العدوانية، وتسعى بين الحين والآخر إلى إعادة إنتاج أدواتها الإرهابية أو إعادة طرح سيناريوهات وخطط مشبوهة لم تستطع تنفيذها في يوم من الأيام علها تكسب ورقة جديدة تعوضها عن خسائرها الاستراتيجية كما هو الحال في سورية.
فبعد قرار رئيسها دونالد ترامب سحب قوات بلاده من سورية ثم التخبط في التصريحات بين إبطاء هذا الانسحاب أو حتى التراجع عن سحب كامل القوات المحتلة والبقاء في قاعدة التنف فإن واشنطن بدأت بنبش دفاتر ما يسمى المناطق الآمنة والعازلة في شمال سورية.
لكن اللافت أن ترامب ما إن تحدث عن منطقة آمنة في الشمال السوري حتى وجد نظام أردوغان بالفكرة القديمة الجديدة ضالته وشرع بالنفخ في رمادها عله هو الآخر ينقذ ما تبقى من أوراقه الإرهابية المتناثرة على أيدي الجيش العربي السوري في معظم الجغرافيا السورية.
باختصار يحاول ترامب وأردوغان الاستثمار في الإرهاب إلى آخر دقيقة من عمر مشروعهما الاستعماري في سورية، مرة عبر الحديث عن المناطق الآمنة ومرة عبر تشجيع التنظيمات الإرهابية كالنصرة وقسد بالتمدد في إدلب وشرق الفرات، ومرة ثالثة عبر تسريب سيناريوهات الضربة الكيماوية تمهيداً لإدانة الدولة السورية بها.
ما يثبت للمرة الألف أن مخططات العدوان الاستعمارية ضد سورية التي تخدم أجندات الكيان الإسرائيلي لا تزال مستمرة بنفس الأسلوب والأدوات وإن اختلفت الطريقة، مع أن طرقهم ومخططاتهم المشبوهة تأتي بالثوب رغم فشلها الذريع.
أحمد حمادة
التاريخ: الجمعة 18-1-2019
الرقم: 16888