حين كنا صغاراً كنا ندفع خمس ليرات في بداية العام الدراسي (كتعاون ونشاط) وكانت تعادل حينها خمسة آلاف..
مضى العمر على الجميع إلا على قوانين وزارة التربية والتي لم تأبه بالزمن الذي تغير معه سعر الصرف وتبدل حتى أصبح الماضي البعيد كأسطورة والماضي القريب (سنوات قبل الأزمة) كحلم جميل استيقظنا منه ولن يعود..
تستغرب مديرة إحدى المدارس كثرة الحملات التفتيشية لتراقب طريقة إنفاق ذلك المبلغ الزهيد والتي تجمعه من التلاميذ..
هذا المبلغ يجب أن يكفي المستلزمات كلها من الأوراق الامتحانية وتصوير أوراق الأسئلة الامتحانية والقرطاسية والسجلات والمواصلات والأدوات الرياضية والجلاءات وأقلام (فلوماستر) والهاتف والغاز ولوازم المطبخ الأخرى!!
وحينما اشتكت المدارس فقر الحال وعدم القدرة على تلبية كل تلك الاحتياجات كان جواب مديرية التربية في إحدى المحافظات غريباً لا يمت للمنطق ولا للمهنية بصلة، حيث وجهت المدارس بجمع تبرعات من أولياء الأمور وبهذا يكون حل المشكلة قانونياً 100%!!
في مثل هذه الظروف المعيشية الصعبة والقاسية يكون من القسوة أكثر، مطالبة الأهل بمزيد من المدفوعات حتى لو كانت 100 ليرة فمن يعيش على راتب لا يتجاوز الـ 40 ألف ليرة لا تستطع إلا أن تدعو له بالصبر وطول البال والأمل.
من هنا يجب أن نتوجه لوزارة التربية بتزويد المدارس باحتياجاتها ولوازمها لأنك إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع!!
أروقة محلية
رسام محمد
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889