أزمات تلو أخرى مرت علينا في هذه الأزمة وكلها تجاوزناها واستمرينا في الذود عن بلادنا، وكما نستمر في ذلك يستمر المطبّلون والمزمّرون في البكاء والنواح على أي شاردة وواردة، شرط أن تكون صغيرة لأنهم لا يفهمون الكبيرة.. فكيف لهم أن ينفخوا فقاعتها وهم لها غير فاهمون..!!
حليب الأطفال الذي أمنته الحكومة طوال سنوات الأزمة ولم يندر إلا قليلاً (إلى حين وصوله)، بات اليوم سلعة يبيعون فيها ويشترون.. بل وصل ببعضهم الأمر أن راسل الشركة الخارجية التي تورده إلى سورية ليستفسر منها عن صحة ما تقوله الجهات الرسمية في سورية..!!
فهل لم ينتبهوا خلال ذروة الأزمة إلى صعوبات نقله وانتبهوا اليوم.. أم أن العقوبات الاقتصادية التي تطبق بحق الشعب السوري كانت موجودة واليوم لم تعد كذلك.. أم أن العقوبات كانت قاسية وباتت اليوم (حنونة).. أو أن الأمر على هواهم يتذكرونها الأمس وينسونها اليوم..!!
ليست المشكلة فيمن يطبّل ويزمّر، ولكن المشكلة فيما يعكسونه من صورة عن الوضع الاقتصادي والخدمي في البلاد، وذلك ظلم بيّن ليس فقط للحكومة فيما تقوم به، بل للمواطن نفسه الذي صمد وتحمّل الأمرَّين من العقوبات الاقتصادية والإرهاب في سبيل سورية، لأن البلاد اليوم تستقطب الرساميل والاستثمارات بعد أن بدأت تتعافى، فتُجهض الجهود في نشاط غير محمود للحديث عن قلّة مضت.
الاقتصاد لا يزال في طور المرحلة الأولى من التعافي، والجهود جبارة من كل الشعب مسؤولين ومواطنين، فلا أقل من تأجيل جلد الذات إلى حين التعافي الكامل، وذلك لا يعني بحال التعامي عن الخطأ بل يجب الإشارة إليه، أما خلق شيء من لا شيء فذلك أمر غير مقبول، ولا بد أن تحكمه أخلاقيات كل المهن والنشاطات، لأن المتضرر ليس قطاعاً واحداً فقط بل كل سورية..
التكاتف يجب أن يكون عنوان المرحلة الحالية على المستوى الشعبي، لأن البناء والإعمار ليس أقل أهمية من تجاوز الأزمة، وبغير ذلك لن نتجاوز أي أزمة، ولن نكون على مستوى تضحيات الجيش العربي السوري البطل الذي حرر الأرض لنعمرها نحن، حتى تكون بلاداً مزدهرة يتولاها أبناؤنا الأبطال ممن يشربون الحليب اليوم.
الكنـــــز
مازن جلال خيربك
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889
السابق
التالي