بعد فشلها في الحصول على موافقة البرلمان على الاتفاق الذي توصلت إليه مع القادة الأوربيين بعد مفاوضات استمرت نحو عامين بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي, كشفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن خطتها الجديدة المتعلقة بالانسحاب في مجلس العموم, معلنةً عن بعض التغيرات في موقفها بشأن «بريكست»، ومؤكدةً في الوقت نفسه عزمها على المضي قدماً بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، رافضة الدعوات لتأجيل الخروج ومعارضةً بشدة إجراء استفتاءٍ ثانٍ على هذا الموضوع.
وفي هذا الإطار أعربت ماي في كلمتها أمام البرلمان البريطاني أمس عن مخاوفها من أن استفتاءاً ثانياً سيشكل سابقة معقدة.
وأشارت ماي إلى أنه من شأن استفتاءٍ ثانٍ حول «بريكست» أن يعزز مواقف القوميين في البلاد، مضيفةً أنها لا تعتقد بأن هناك أغلبية في البرلمان تؤيد إجراء استفتاء جديد. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أن ماي استبعدت أن يمدد الاتحاد الأوروبي الموعد المقرر لإنهاء خروج بريطانيا في الـ29 من آذار المقبل.
وأضافت أن تمديد المادة 50 أو إلغاء تفعيلها يتعارض مع نتيجة استفتاء «بريكست» الذي صوت عليه الشعب، معربةً عن رفضها فكرة إجراء استفتاء ثان.
وكشفت ماي عن بعض التغيرات في موقفها بشأن «بريكست»، حيث تعهدت رئيسة الوزراء بإبداء مزيد من المرونة في المباحثات مع البرلمان وتلبية مطالب حزب العمال المعارض بشأن ضمان حقوق العمال البريطانيين وتبديد كل المخاوف بشأن عودة الإجراءات الجمركية الصارمة على الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا.
وأضافت ماي: بالتالي سنحترم التفويض الذي حصلنا عليه من الشعب البريطاني وسنخرج من الاتحاد الأوروبي بطريقة تفيد كافة أجزاء المملكة المتحدة وكل مواطن في بلادنا. وبشأن قضية إيرلندا، أكدت تيريزا ماي على الالتزام التام باتفاقية بلفاست للسلام الموقعة في عام 2008 التي أنهت النزاع المسلح في إيرلندا الشمالية، واستبعدت إعادة النظر في هذه الاتفاقية, رافضةً الدعوات لتأجيل خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي وتعهدت بإجراء المزيد من المحادثات مع الاتحاد بشأن اتفاق الخروج.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن رئيسة الوزرراء قولها: إن الخطة (ب) كانت ستجعل اتفاق بريكست الذي رفضه البرلمان يحظى بالموافقة بعد التغييرات في إجراءات الحدود الأيرلندية المثيرة للجدل.
من جهته قال زعيم المعارضة جيريمي كوربين من حزب العمل: إن الخطة (ب) كانت مجرد محاولة ثانية لدفع اتفاق ماي الذي حكم عليه بالفشل قدماً.
ومن المقرر أن يناقش المشرعون البريطانيون التصويت على خطة ماي المعدلة والتعديلات المحتملة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري, أي قبل شهرين تماماً من الموعد المقرر لمغادرة بريطانيا للتكتل الموحد.
إلى ذلك أعرب قادة دول الاتحاد الأوروبي عن إحباطهم من التردد البريطاني وقال وزير الخارجية الألماني هيكو ماس : نعرف الآن ما لا يرغبون به في لندن .
وقال ميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لخروج بريطانيا من التكتل الموحد: أفضل اتفاق ممكن لانسحاب بريطانيا هو الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بالفعل وإن الاتحاد لن يقوم بتعديل اتفاق الانسحاب وأنه مستعد لتعديل الإعلان السياسي وهو غير ملزم بشأن العلاقات المستقبلية التي تشكل الجزء الثاني من صفقة الخروج, مشيراً إلى أن الاتحاد يركز الآن على العلاقات المستقبلية بين بريطانيا والتكتل الموحد.
من جانبه قال وزير الخارجية الاسباني جوزيب بوريل: من الضروري معرفة نوع الاتفاق الذي سيدعمه البرلمان البريطاني, مضيفاً: لا يمكننا الاستمرار في التفاوض على شيء بهذه الطريقة وعندما تتم مناقشة كل شيء يرفضه البرلمان البريطاني يجب أن يكون لدينا ضمانات بأن الاقتراح سيحظى بدعم البرلمان ولن يتم رفضه مرة أخرى.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
الرقم: 16891