منذ يومين شنت اسرائيل عدواناً آخر على سورية للمرة الثانية خلال يومين.. كان العدوان الأخير مختلفاً بعض الشيء.. صحيح أن العدوان عدوان، لكنه اختلف من ناحية اتساعه وتعدد الأسلحة المستخدمة فيه..
جاء العدوان صبيحة مؤتمر قمة للعرب عقد في بيروت، وجاء بجزء كبير من صواريخه من فوق لبنان.. أي من فوق رؤوس أولئك المؤتمرين في بيروت.. وبغض النظر عن كون المؤتمر المسخ انفض أم لا.. لا أتصور أن العدو الإسرائيلي أراد منه تحدياً للعربان في مؤتمرهم.. لا أظن.. يتحدى ماذا ومن.. ولماذا..؟!
هؤلاء بمعظمهم خيال فزاعة لا تخيف أحداً وليس لها صوت يسمعه أحد.. ولا شيء في قمتهم يثير حتى التساؤل.. و هم على ضآلة قدرهم تعففوا عن قمتهم فأوفدوا غالباً من يمثلهم.. لكن.. لو كان فيهم روح لردوا.. ولو في اليوم التالي.. ولو بكلمة واحدة.. تعلن رفض العدوان..؟!
حتى الأمين العام لجامعة الدول العربية.. لم يدن بشكل علني ومباشر وواضح العدوان…
لا أعتقد أن دولة عربية واحدة سجلت رفضاً للعدوان فيما أكد إعلام العديد منها ترحيبه به والشماتة بسورية.. بل هم يوافقون صراحة على العدوان بحجة أنه يستهدف قوات إيرانية..؟!
لكن العدوان استهدف سورية وسيادتها وأراضيها.. وقرارها.. وفي قرارها للتحالف مع إيران إنما سجلت نجاحاً ساعدها في المحنة.. وهذا حقها.. فهل لعاقل أن يفكر بنتائج الحرب على سورية بغياب إيران..؟! هو تحالف لا تخجل منه سورية تم وفق الحاجة له وتبادل التعاون بين دولتين سيدتين وذلك لا يتطلب إذناً من أحد..
لقد نجح الغرب إلى حد كبير في حماية إسرائيل من النصير الإيراني للقضية الفلسطينية.. ونجح إلى حد كبير في استبدال العدو المحتل لفلسطين بالداعم الأول للقضية.. فأصبحت إيران الشماعة التي يعلقون عليها إرادتهم المسلوبة..؟!
إذا كانوا يرحبون بالعدوان.. أو على الأقل يسكتون عليه.. لأنه يستهدف إيران.. هذا هو العدوان التركي المستمر على الأراضي السورية.. ووضوح النيات الخبيثة المعلنة.. هيا يا عرب.. .. يا كل العرب.. أعلنوا ببيان واضح لكم: أن هذه سورية دولة شقيقة وأراضيها أراضٍ عربية غير مسموح المساس بها لا لإنشاء كيانات مصطنعة ولا لإقامة مناطق تنزع عنها سلطتها..
هيا قولوها في بيان واضح موجه لتركيا أولاً.. حيث لا حسابات هنا لوجود قوات إيرانية..
أتحدى أن تفعلوا.. لأن المطلوب منكم جميعاً أن تكونوا بلا موقف وتتقيدوا بتعليمات الأمريكي مهندس سياسة (اللاموقف) فهكذا يطول زمن الحروب..
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892