لقــاء.. بشار اسماعيل : الشــعب الســوري أدار معركتـه وحدد بوصلتـه التي حققت النصر

فنان حُفر له في الذاكرة العديد من الأعمال التي ترك من خلالها بصمة مهمة، وعلى الرغم من قلة أعماله إلا أنه في كل مرة يكرس حضوراً متميزاً ومختلفاً فيطبع الشخصية التي يؤدي بروحه لتخرج نابضة بالحياة وقريبة من الناس، إنه الفنان بشار اسماعيل الذي لايغيب عن المشهد الدرامي إلا فيما ندر، مؤكداً أن الدراما السورية باتت حكراً على عدد من الممثلين في حين يتم استبعاد ممثلين آخرين ضمن إطار ما يُسمى بالشللية.. معه كان لنا هذا اللقاء :

بوصلة الشعب
يرى الفنان بشار اسماعيل أن الشعب السوري صاحب ثقافة وتاريخ عظيم، فقد أدار معركته ضد العدوان وحدد بوصلته التي حققت النصر وحافظت على الكرامة ووحدة التراب، يقول : (قوة الثالوث السوري الجيش والشعب والقائد، أثبتت فشل العدوان والمؤامرة الكونية على سورية وأصابت الاعداء بالإحباط ان كانوا اعداء الداخل الذين تحولوا فيما بعد إلى أدوات هذه الحرب أو رعاة الحرب وممولي الارهاب)، وحول ما يتم بثه من مواقف معادية من قبل البعض في الخارج، يقول : لا يمكن لأحد مهما بلغ من مكانة أن يؤثر على موقف المواطن السوري، فهو متعلق بأرضه وتعلقه فيها تعلق إلهي أكثر منه اجتماعي، لأن المواطن السوري يرى أن سورية هدية من الله لذلك كان تأثيرهم صفراً، وبالتالي لا يستطيع أحد أن يؤثر على علاقة الشعب السوري بوطنه، وأرى أن كل فنان وقف ضد بلده لم يجن سوى الخيبة والإحباط.
الدراما والواقع
(من الواجب أن نتكلم عن أسباب الحرب لنتلافى الوقوع فيها مرة أخرى، ونحكي عن سورية والوطن والحب..) هذا ما أكده الفنان بشار اسماعيل مشيراً إلى مدى مقاربة الانتاج الدرامي للواقع السوري المُعاش ورصد آثار الحرب قائلاً إن الدراما لم تتمكن من رصد الواقع الاجتماعي خلال الحرب كما يجب على الرغم من انتاج عدد لا بأس به من الاعمال الفنية سواء في مجال الدراما أم المسرح أم السينما، أما عن الأفلام السينمائية التي شارك فيها وتناولت موضوع الحرب (مطر حمص) (بانتظار الخريف) فيثني عليهما مشدداً على أهميتهما ولكن هذه الأفلام لم تأخذ نصيبها الكافي من العرض الجماهيري لأسباب عديدة تتعلق بعدم توفر صالات عرض سينمائية مناسبة وبالتالي لم تحقق نسبة مشاهدة واسعة على مستوى القاعدة الجماهيرية، ويضاف إلى ذلك موضوع عدم التسويق الفني الجيد للعمل.

أعمال للأطفال
ويؤكد أن الشريحة التي ينبغي التوجه إليها والتركيز عليها خلال القادم من الايام هي شريحة الأطفال، فينبغي العمل على بناء جيل واع مُدرك لواقعه عبر تعزيز الجانب الأخلاقي والإنساني من خلال تنشيط مسرح الطفل وإقامة الورشات والمحاضرات التوعوية والثقافية بهدف بناء جيل محصن أخلاقيا ضد كل وسائل العدوان فكريا وماديا، ويشير إلى أن دراما الأطفال ينبغي أن تعتمد على الحواس الخمس، فمن أهم الأعمال التي قدمت للأطفال ضمن هذا الإطار مسلسل (كان يا مكان) الذي صنع نجوماً وقدم المنظر الجميل والمعلومة والفن الراقي، وكان نموذجاً عن الشكل العام للتكامل الفني. فينبغي تقديم الدراما المناسبة للطفل دون اسفاف وتفعيل مواد الرياضة والموسيقا والمسرح في المدارس، لإنقاذ الجيل القادم.
وحول شروط تقديم أعمال مهمة ومؤثرة للأطفال، في ظل إنجاز أعمال في السنوات الأخيرة لم ترق للمستوى المطلوب، يقول: ينبغي متابعة السلوك الاجتماعي في المدارس للأطفال وإبعادهم عن أفلام الكرتون التي تستدعي القوة وتأجيج الغضب والعنف، واختيار نصوص تعمل على تهذيب نفسية الطفل، وكما قلت سابقا من الضروري التركيز على مادة الاخلاق عبر تدريسها كمادة أساسية في المدارس وتنشيط مسرح الطفل بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية، كما أنه من الأهمية بمكان التركيز على التنشئة الاجتماعية وتعزيز مقدسات الوطن وهي تراب الوطن وعلم الوطن.

دور الدولة
ما المطلوب للارتقاء بالواقع الفني والإنتاجي خاصة أن الدور الأكبر يبقى للمنتج ورأس المال؟.. يجيب : (الدولة أساس كل شيء وفيها يتم اختيار الناس بالشكل الأمثل وتبدأ بحب الوطن والتخلي عن مصلحتك الشخصية، وتفضيل المصلحة العامة)، ويضيف : عندما تنتظم الأمور وتظهر شمس الحق بالحب نعمل دراما وسياسة واقتصاد.
ويشير الفنان بشار اسماعيل إلى المفاعيل السيئة للشللية على الوسط الفني، فهي تستبعد فنانين مبدعين على حساب تكريس وتكرار الوجوه نفسها في كل مرة، مؤكداً أنها ليست بالأمر الجديد، يقول: الشللية موجودة منذ أكثر من عشرين عاماً، وبسببها لم نصل إلى مرحلة التأثير الحقيقي في المجتمع السوري.
وحول إن كانت لديه النية في الاتجاه نحو فضاءات أخرى إضافة إلى التمثيل، كالكتابة أو الإخراج.. يقول : منذ زمن وأنا أكتب القصة القصيرة، ونشرت منها في دبي، وفيما بعد وزعتها ما بين مسلسل (بقعة ضوء) ومسلسل (عربيات) ومسلسل (كلاكيت)، ولكن هذه القصص اليوم قيد الطباعة، كما أنني مستمر في النشر على صفحتي الرسمية في الفيسبوك ضمن إطار القصص والخواطر، وهناك آلاف ممن يقرؤون ويعجبون بهذه القصص.
دمشق – الثورة
التاريخ: الخميس 24-1-2019
رقم العدد : 16893

آخر الأخبار
تعاف جديد للقطاع الصحي بانطلاق تأهيل مستشفى معرة النعمان الوطني اجتماع تنسيقي لوضع اللمسات الأخيرة على المركز الوطني لمكافحة الألغام في سوريا جسور سوريا .. دمرها النظام المخلوع والفرنسيون سيؤهلونها  37 جسراً بأيدي " ماتيير " الفرنسية  الإرث الثقافي السوري العالمي يحتل ريادة  الحضارات إعادة رسم خريطة الإدارة المالية... قانون جديد قيد التشكل سمفونية رائعة الألحان.. سوريا من أغنى الدول بتداخل ثقافاتها تكريم رواد "الوفاء لحلب".. تكافل شعبي يعيد الحياة للمدينة محولة كهربائية جديدة لمركز العريضة في جبلة بسعة 2000 ك.ف.أ ملف العهد الشخصية على طاولة "المالية" و"الرقابة"… والحل قيد الإقرار تصريحات المعنيين .. ورواتب السوريين! تعافي حلب الاقتصادي يتسارع.. تعاون جديد بين غرفة التجارة وولاية مرعش الشيباني يبحث مع مبعوثة المملكة المتحدة تعزيز العمل المشترك دعم لليرة ... " المركزي" يلزم المصارف بإعادة مبالغ التأمين بالليرة السورية انحباس الأمطار يحرم فلاحي حلب من استثمار أراضيهم الجفاف يضرب سوريا .. نداء وطني لإنقاذ الزراعة والأمن الغذائي حملة  للتبرع ب 100 وحدة  دم أسبوعياً في حمص   "دقة الموجات فوق الصوتية في الحمل" بحلب  وحضور طبي كبير الهندسة الاجتماعية .. فن اختراق العقول بدل الأجهزة " نقل " حلب تعود بعد تأهيلها وشروط محددة  لمنح تراخيص العمل  تجربة يعيشونها لأول مرة ..  رابطة الجالية السورية في فرنسا تنتخب مجلس إدارتها