الأطفال يصدرون أسمى القيم الإنسانية

 

في زحمة انشغالات حياتية ،وهموم معيشية يومية ومشاكسات ومناكفات أسرية ووقت أكثر جد وعمل ولهاث وراء لقمة عيش كثر تجارها وقلت سبلها ،في خضم الإرهاق الجسدي والإنهاك النفسي نحتاج إلى من يمدنا بطاقة إيجابية ،من المكان ،من الزمان ..من أشخاص نحبهم ..من أصدقاء … أقارب ..جيران وبالكلمة الطيبة والسلوك الجيد والتعامل الأخلاقي في الشارع ،في الحي والبيت ووسائط النقل !
بعلم المنطق والتربية ..على الآباء تعليم أبنائهم وتدريبهم على هذه المهارة ،مهارة الكفاءة الذاتية بامتلاكهم للطاقة الايجابية التي يزودونهم بها بالحضن والقبلات ،بجديد الثياب ،ومشاركتهم اللعب أو مشاهدة التلفاز ..واصطحابهم إلى زيارة الأقرباء أو نزهة ..بحمل الهدايا والكتب ..بتغيير ديكور غرفتهم أو احتفال بسيط متواضع بعيد ميلادهم قد يقتصر على أفراد الأسرة فقط وقالب كاتو من صنع ست البيت .
وفي الوقت الذي يحرص فيه بعض الآباء على سحب أي طاقة سلبية تتسرب إلى أبنائهم ،من ذاتهم أو من المحيط الخارجي لأهمية ذلك في تعزيز ثقتهم بنفسهم وتمتعهم بالاستقلالية وانعكاس ذلك على نموهم الجسدي والنفسي وعلى مردوده الدراسي بالتميز والذي هو حلم كل أسرة ، بالمقابل كثير من الآباء يجهلون هذه الأساليب التربوية الناجحة وإذا اقتحمنا خصوصية البعض بعلاقتهم لأبنائهم وسألناهم عن آخر مرة قبّلوا فيها أولادهم على اختلاف مراحلهم العمرية ،أغلبهم لا تسعفهم الذاكرة وخصوصا مع أبنائهم الذين هم في عمر المراهقة وما فوق ..
الحب الذي يمنحه الآباء للأبناء على اختلاف أنواعه ،من شأنه إصلاح الكثير من السلوكيات الخاطئة التي يعاني منها الأهل وغالبا ما تتصدر أحاديثهم مع المقربين لطلب النجدة بالنصيحة والإرشاد أو تعلم الحلول من خلال تجارب الآخرين …وإسقاطها على الأبناء دون مراعاة اختلاف طبائعهم وسطهم الاجتماعي.
ويحلو الحديث عن هذا الحب ،عندما يكون أفقيا وتبادليا ،عندما يتجسد في لمسة إنسانية ،في إحساس بالدفء والأمان ،ويطيب الكلام عندما يقدم هذه المشاعر أطفال …وأحمد أحد منهم ،حاول تغليف أجمل معاني الحب والصدق في هدية متواضعة ليقدمها لأمه دون مناسبة ،فقط ليقول لها ..شكرا على أنك موجودة بحياتي ..شكرا لأنك تبذلي كل ما بوسعك لأكون سعيدا ،هدية أنعشت أمه كما أسرت لي بددت وجعها وجددت حيويتها ونشاطها و عززت دافعيتها للعطاء دون حدود .
ولا أظن أن تصرف الطفل عبد الله مع معلمته أثناء سهوها عن خطأ إملائي غفل عنه ،ومراجعته لها للتصحيح والتدقيق رغم سعادته بالعلامة التامة ،تصرف لا يقل قيمة أخلاقية وإنسانية عن الموقف السابق .
مواقف طفولية كثيرة مشبعة بأسمى القيم الإنسانية تصادف أي منا ونتحدث عنها بكثير من الفخر والسعادة ،تزرع البسمة وتبث الطمأنينة في النفوس لتؤكد المؤكد أن غدا أجمل .
أطفالنا نتعلم منهم ونعلمهم وبالأخذ والعطاء تكون الحياة أحلى وأجمل وبلدي أكثر رقيا وحضارة.

 

رويده سليمان
التاريخ: الجمعة 25-1-2019
الرقم: 16894

 

 

 

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار