قالت شهرزاد: كان يامولاي رجل فقير يعيش كالناسك وحيداً منفرداً، أرسل له ذات يوم أحد الكرماء جرة من السمن شفقة عليه، ومعونة له في الأيام الصعبة، فرح الرجل فرحاً عظيماً بجرة السمن التي أتته على غير انتظار..
حكايات كتبها هاني الحاج تذكرنا بما كنا نسمعه، مأخوذة من تراثنا الشعبي، من الكتب والمرويات وبعضها من العالم قديما وحديثا، والحكمة، حيث الخيال والدهشة والسخرية، كلها من أجل أن نحب الحياة والجمال في كلّ شيء.
والحكايات التي تم مراجعتها من قبل بيان الصفدي ورسم لوحاتها حسام وهب، هي حكايات من التراث توجه للفتيات وتعيدنا إلى من حكايات الجدات والرسائل التربوية التي كانت تضمنها من أجل تكريس قيم الحق والخير والجمال في نفوس الأبناء بطريقة شائقة وممتعة وأسلوب هو من السهولة مايجعله يسكن القلب والذاكرة.
والمتابع لهذه القصص يجد في الفائدة والمتعة واللغة السليمة التي تأتي لتشكل قيمة مضافة للمخزون اللغوي للطفل واليافع من مثل «إن البناء الصالح أفضل وأجمل مايقوم به الإنسان..»
تضمنت المجموعة القصصية التي حملت عنوان: «حكايات شهرزاد، حكايات من التراث للفتيات» 21 قصة بعضها على لسان الحيوانات كما في قصص كليلة ودمنة، حيث يعمل الكاتب على أنسنتها ليوصل العبرة والحكمة للقارىء وخصوصاً الفتيات لأنهن أمهات المستقبل وعلى عاتقهن تقع مسؤولية تربية الأبناء.
تقول الحكاية: «زعموا أن صقراً كان جباراً أيام شبابه، وكان الجميع يخشونه لجبروته، حتى أن سباع البر ونسور الطير كانت تخشاه وتفزع منه، فلم يكن يسلم من شره أحد، و له حكايات في ظلمه وتجبره، ولما مرت عليه السنون وكبر وشاخ، ضعف وجاع، وصار يحتال على صغار الطير يظهر لها الصداقة والمسكنة..»
من الهام إعادة ثقافة القراءة إلى الأجيال بعد أن هجروا الكتاب إلى تقنيات التواصل الحديثة، عبر اهتمام الكتاب والمعنيين ويسجل لهيئة الكتاب اهتمامها بكتاب الطفل والناشئة، كما أنها تخصص معارض لكتاب الطفل في سعيها لإعادة الألق إلى الكتاب خير الجليس.
فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الاثنين 28-1-2019
رقم العدد : 16895