موسكو تحذر واشنطن من عواقب أي تدخل عسكري…مادورو يعلن مغادرة الدبلوماسيين الأميركيين.. ويحذر الأوروبيين من لغة الإنذارات

 

على وقع التحريض الأميركي المتصاعد للاستمرار في زعزعة أمن واستقرار فنزويلا، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن المجموعة الأخيرة من الدبلوماسيين الأميركيين غادرت كاراكاس، معتبراً أن بلاده انتصرت في مجلس الأمن، وطالب الدول الأوروبية بسحب إنذاراتها التي وجهتها إلى فنزويلا وإمهالها بإجراء انتخابات خلال 8 أيام، مؤكداً أنه ليس بإمكان أي أحد توجيه إنذارات لبلاده.
وقال مادورو أمس إنه أصدر تعليماته إلى وزارة خارجية فنزويلا لبدء مفاوضات مع الولايات المتحدة في غضون 30 يوماً بشأن إنشاء مكاتب لإدارة شؤون ومصالح كلتا الدولتين.
وأضاف: لقد غادروا البلاد بالفعل، اليوم «أمس» غادرت المجموعة الأخيرة، موضحاً أن نموذج تمثيل الدولة سيكون مماثلاً للنموذج الذي تم العمل به في كوبا، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وأعلنت وزارة الخارجية الفنزويلية في وقت سابق أن كاراكاس وواشنطن ستتفاوضان بشأن فتح مكاتب للمصالح المتبادلة في غضون 30 يوماً، وخلال هذه الفترة سيُسمح للموظفين المتبقيين في كل بعثة بالبقاء في البلد الآخر، وسيظلون يتمتعون بالامتيازات الدبلوماسية خلال الفترة المتفق عليها.
وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في غضون 30 يوماً، فستوقف البعثات أنشطتها، وستقوم الدولتان «فنزويلا وأميركا» بتسمية سفارات الدول التي يولونها إدارة مصالحهما، وفي هذه الحالة سيتعين على الموظفين الدبلوماسيين المتبقين مغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، وفقا لوزارة الخارجية الفنزويلية.
كما اعتبر مادورو أن بلاده خرجت منتصرة من اجتماع مجلس الأمن الدولي أول من أمس، واستشهد على ذلك بمغادرة وزير خارجية أميركا، مايك بومبيو القاعة قبل انتهاء الاجتماع.
وقال الرئيس الفنزويلي في اجتماع مع شباب من أنصاره تم بثه على موقع «تويتر»: أنا أطلب التصفيق الحاد لوزير الخارجية، خورخي أريازا، لقد فزنا بالأمم المتحدة إنه نصر عظيم بدعم من معظم دول مجلس الأمن الدولي. غادر مايك بومبيو الاجتماع.
ولفت مادورو الانتباه إلى حقيقة أن بومبيو قد غادر قاعة اجتماعات مجلس الأمن قبل نهاية الاجتماع، قائلا: لقد ترك مايك بومبيو الاجتماع.
مادورو أكد أيضاً أن الولايات المتحدة تقف وراء الأحداث الجارية في فنزويلا وهدفها الإضرار بالأوضاع السياسية والاجتماعية فيها.
وقال مادورو في مقابلة تلفزيونية أمس: إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتطرفة تستهدف فنزويلا وتضر الحياة الاجتماعية والسياسية.
وأضاف مادورو: إن ما قام به غوايدو يشكل انتهاكاً للقانون والدستور الفنزويلي، وتابع: أنا لست قاضياً.. والقضاء هو من سيحدد الخطوات المطلوبة لحماية دستورنا وبلادنا.
وطالب مادورو الدول الأوروبية بسحب إنذاراتها التي وجهتها إلى فنزويلا وإمهالها بإجراء انتخابات خلال 8 أيام مؤكداً أنه ليس بإمكان أي أحد توجيه إنذارات لبلاده وقال: إن الدول الأوروبية لا يزال يتملكها الغرور وهي تواصل معاملة فنزويلا بشكل خاطئ رغم إعلاننا الاستقلال منذ 200 عام.. هم يتجاهلون تاريخنا وعليهم أن يسحبوا إنذاراتهم ..لا أحد يستطيع توجيه إنذارات لنا.
وكانت الحكومة الالمانية ورئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبريطانيا أعلنوا أنهم سيعترفون بغوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا اذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات رئاسية خلال ثمانية أيام.
وفي سياق التحريض الأميركي المتواصل ضد الحكومة الشرعية في فنزويلا، أعلن ممثل وزارة الخارجية الأمريكية أمس أن بلاده لا تخطط لإغلاق سفارتها في فنزويلا، مشيراً إلى أن واشنطن ستواصل تقييمها للوضع في البلاد.
وقال المتحدث باسم الخارجية: ليس لدينا خطط لإغلاق السفارة، أولوياتنا تبقى كما هي، سلامة وأمن موظفينا ومواطني الولايات المتحدة في الخارج، لافتاً إلى أن الرئيس المؤقت خوان غوايدو، دعا البعثة الأمريكية للبقاء في فنزويلا، في إشارة إلى تمسك واشنطن بموقها الداعم لمحاولة الانقلاب.
وفي موسكو أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن أي تدخل عسكري أميركي في فنزويلا سيعتبر أمراً في غاية الخطورة.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله خلال برنامج «موسكو.الكرملين. بوتين» على قناة «روسيا1»: إن ما يحدث في فنزويلا خطر لكن الأمر الأكثر خطورة هو أن يحدث تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف بيسكوف: لا يخفى على أحد اعتراف واشنطن بخوان غوايدو رئيساً لفنزويلا وهذا العمل يشكل إثباتا وتأكيداً على علاقة الولايات المتحدة بأجندة المعارضة الفنزويلية.
وبين بيسكوف أن الأحداث في فنزويلا للأسف لا يمكن وصفها بأنها غير مسبوقة لأن هناك الكثير من السوابق الشبيهة.
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا أرسلت حوالي 400 جندي إلى فنزويلا قال بيسكوف: لا بالطبع لا.
وكانت روسيا صوتت أمس الأول ضد جدول أعمال جلسة مجلس الأمن التي عقدت بطلب من الولايات المتحدة في محاولة للتدخل بشؤون فنزويلا واقترحت جدولاً آخر يقضي بالنظر في عدم التدخل بشؤون فنزويلا الداخلية.
بموازاة ذلك نظمت تجمعات في عدد من المدن الأمريكية تأييداً للرئيس مادورو ورفضاً للتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية لفنزويلا.
وذكرت وكالة سبوتنيك موندو على موقعها باللغة الاسبانية أن المحتشدين ساروا في شوارع نيويورك وواشنطن وسان خوسيه وميامي ودالاس وبيتسبرغ ومينيابوليس ورفعوا لافتات كتب عليها «ارفعوا أيديكم عن فنزويلا» و»مادورو صديقنا .. الناس كلها معك».
وأعرب المشاركون عن رفضهم لسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه فنزويلا حيث شدد أحدهم على أن»اتهامات توجه إلى روسيا بالتدخل في الانتخابات في الولايات المتحدة بينما ترامب هو من يتدخل في شؤون الدول الأخرى.
وتجمع عشرات الأشخاص أمام تمثال جورج واشنطن في ساحة يونيون سكوير في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا وأعربوا عن قلقهم إزاء التدخل العسكري الأمريكي المحتمل ومحاولات الإطاحة بالحكومة الشرعية في فنزويلا.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن السلطات الأمريكية أعدّت قبل أسابيع «خطة سرية» لدعم المعارضة الفنزويلية، وخارطة طريق لانتزاع السلطة في البلاد من الرئيس مادورو.
ووفقاً لمصدر في إدارة ترامب، أنه في ليلة 22-23 الشهر الجاري، هاتف نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، زعيم المعارضة الفنزويلية، ورئيس البرلمان في البلاد، خوان غوايدو، ووعده بتقديم واشنطن كل الدعم له ولأنصاره إذا أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، وأملى عليه خطة التحرك.
واعتبرت الصحيفة الأمريكية، أن هذه الوعود التي قطعها بنس، هي التي أطلقت الخطة. ومباشرة بعد المحادثة، قال المصدر للصحيفة أعلن غوايدو نفسه رئيساً مؤقتاً للدولة الفنزويلية، ووعد بتشكيل حكومة مؤقتة ومن ثم إجراء الانتخابات.
وبعد دقائق فقط على تنصيب نفسه رئيساً مؤقتاً، أعلنت الولايات المتحدة وكندا والبرازيل وعدة بلدان أخرى موالية لواشنطن اعترافها به رئيساً لفنزويلا.
ووصف الرئيس مادورو ما قام به غوايدو بالانقلاب وقال إنه دمية بيد الولايات المتحدة.

وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 28-1-2019
رقم العدد : 16895

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم