منذ فترة طويلة… نسمع بصعوبات… ومعوقات كثيرة تواجه العمل في شركات الصناعات النسيحية… وذلك من خلال إدارات تلك الشركات… ومن خلال اللجان النقابية… والمؤتمرات العمالية… حيث باتت المعاناة تتكرر… وتتكرر معها من وقت لآخر الجولات الميدانية… لبعض الوزراء على عدد من المؤسسات والشركات في المحافظات.
حيث يجول الوزير عليها ويتفقد سير العملية الإنتاجية… ويستمع من إدارتها إلى شروحات عن واقع العمل والصعوبات والعقبات التي تعترض سير العمل فيها… كما يقف على هموم ومشكلات العمال… وظروف العمل التي يعملون خلالها.
وبعد ذلك يعقد اجتماعاً موسعاً… يضم كل المعنيين ويناقش قضايا العمل التي استمع إليها أثناء الجولة… حيث يضع برنامج زمنياً لحلها ومعالجتها بما يضمن حسن سير وتنفيذ العملية الإنتاجية.
تنتهي الجولة… ومعها الزيارة… ويغادر الوزير والوفد المرافق له وفي جعبته قائمة الصعوبات والعقبات التي تعترض سير العمل.
وتمر الأيام… والجميع في انتظار الحلول المناسبة التي تكفل الوزير بالعمل على حلها في أسرع وقت بالتعاون مع الجهات المعنية. ويبقى الوضع معلقاً… وتبقى الصعوبات والعقبات والمطالب على حالها!!.
ويذهب الوزير… ويأتي وزيراً جديداً… ليقوم بدوره بجولات ميدانية على ذات الجهات… في ذات المحافظات… ويستمع من جديد على ذات الصعوبات والعقبات التي تعترض سير العملية الإنتاجية… وتتجدد الوعود… ويتجدد الانتظار لمعالجة قضايا العمل… لدرجة بات من السهل جداً علينا في الإعلام تغطية تلك الجولات… ما يجعل المادة الإعلامية القديمة التي كتبت في الجولة السابقة صالحة بتغيير اسم الوزير فقط.
وهذا ما يحصل أيضاً في التقارير السنوية التي تعدها تلك الجهات تخرج بدون أي تعديل فيما يخص الصعوبات والعقبات التي تعترض سير العمل!!.
وكذلك الأمر في التقارير التي تقدم إلى المؤتمرات النقابية للعمال!!.
وعليه أعتقد أن المطلوب لحماية قطاعنا العام وتطويره… أن نتعامل مع مشكلاته بعقلية القطاع الخاص… وأن نعمل على معالجتها بكل مسؤولية وسرعة… حتى يبقى هذا القطاع الرائد الرافعة الحقيقية للتنمية الاقتصادية.
فمن غير المقبول أن تتكرر لائحة الصعوبات في كل عام… وفي كل جولة… وفي كل مؤتمر.
نعمان برهوم
التاريخ: الأثنين 28-1-2019
رقم العدد : 16895