أدرك كما يدرك غيري أن ثمة أموراً كثيرة ليست على ما يرام… وأن المنغصات الحياتية اليومية دخلت البيوت من الأبواب والنوافذ… وأن عدم الارتياح والرضى عن الأداء بات الشغل الشاغل…!!
الراتب انخفض ليصبح عشر قيمته الحقيقية قبل الأزمة… والأسعار ارتفعت أكثر من ذلك… و(الضيق) حالة عامة عند معظم الشرائح…!!
البعض هنا نسي أو تناسى أن الحرب القذرة التي فرضت علينا وعلى مدى ثماني سنوات من شأنها أن تكون تداعياتها أخطر من ذلك بكثير…
حرب عسكرية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً… ومثيلتها سياسية إعلامية شرسة… مترافقة بحصار اقتصادي (محكم)…
فالهدف لم يكن إفقار (المواطن) فقط… بل كان إسقاط سورية ودورها…! والقضاء على مؤسساتها… فالمخطط (القذر) كان (خبيثاً)… والمأمول من أعداء سورية هو المضي إلى جعلها ركاماً… وعلى كافة الصعد…
المهم أن المخطط فشل… وما كان يدار من خلف الكواليس وفي العلن أعلن إفلاسه أمام بسالة الجيش العربي السوري… ومقاومة شعب حي… تعّود على مرِّ الزمان أن ينحت الصخر ويعانق السنديان… لتبقى سورية (مهد الحضارات)… رغم (النزيف)…
بعد هذا الانتصار (المدوي) التفت (المتآمرون) للخطة (ب) وهي حرب اقتصادية هدفها (زعزعة) الثقة بين المواطن والحكومة… مع عدم نسيان أن هناك بعض ضعاف النفوس ساعدوا على ذلك… من تجار أزمة هدفهم الوحيد زيادة ثروتهم ولو على حساب (الدم) السوري…!!
ولأن (المنطق) ورؤية النصف الممتلىء من الكأس يحتم علينا أن نعترف بقوة دولة وشعب… قاومت واستبسلت للحفاظ على الدور و (المعنى)… وهنا التداعيات الاقتصادية من المفروض أن تكون أكثر كارثية… فكم من دولة تعرضت لهزة (خفيفة) ولمدة أسبوع فقط كادت أو شارفت على الانهيار (كلياً)… نحن اليوم بعد ثماني سنوات من الحرب… ما زلنا أقوياء… والمواد متوافرة في الأسواق… والرواتب لم تنقطع يوماً واحداً….. وعمل المؤسسات استمر بوتيرة (إيجابية)…
نحن هنا لا ندافع… ولا نحاول (التبرير)… نحن فقط وجهنا فرجار (الرؤية) إلى الأمور الإيجابية… مع عدم نسيان (السلبية)… وضرورة معالجتها… بدءاً من (الفساد) وليس انتهاء بتحسين الواقع المعيشي…
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 30-1-2019
رقم العدد : 16897