يشتكي كثيرون من حالة الشجار المستمر بين أبنائهم وخصوصا ذوي الاعمار المتقاربة، وقد يكون مرد ذلك الى الغيرة بينهم ولاسيما اذا كانوا ذكورا وإناثاً ، وهنا يدخل الآباء والأمهات في دوامة حل الشجار وصولا الى درجة الوقوف موقف الحيران والصامت والعاجز عن حل هذه السلوكيات الخاطئة ان خرجت عن حدود الطبيعي.
بعض حالات الشجار بين الأبناء يكون سببها التربية الخاطئة من الاهل حيث يقوم الأبناء بترجمة ما يشاهدونه ويسمعونه من أهليهم فإذا كانت بيئة الاسرة مليئة بالمشاحنات والخلافات والمشاجرات والسلوكيات الخاطئة خاصة بين الوالدين، فإن ذلك حتما سيجد صداه عند الأبناء الذين سوف يقومون بترجمة هذه الخلافات الى شجار ومشاحنة بينهم قد تتطور الى حالات مرضية تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأبناء والأسرة والمجتمع، ذلك أن خلافات ومشاجرات الاهل أمام أبنائهم تؤدي الى بث الذعر والخوف في نفوسهم وبالتالي رفع مستوى التوتر والقلق والطاقة السلبية التي يقومون بإفراغها شجارا وصراخا وفي بعض الأحيان يتطور الامر الى الشتم والضرب الذي من شأنه أن ينمي السلوك العدواني داخلهم.
إن الأسرة المتفاهمة التي يتعامل أفرادها بود ومحبة متبادلة تعتبر هي الأساس لتربية السمات الطيبة عند الطفل ومعاملته الحسنة لأخوته والآخرين، ومن هنا فإنه يجب على الوالدين أن يوليا اهتماما كبيرا بزرع بذور الحب والحنان في نفوس اطفالهما كونها دواء ناجعا لمعالجة العدوانية والقسوة التي يظهرها الطفل في تعامله مع إخوته داخل المنزل ومع الآخرين.
كما يجب على الوالدين في حال نشوب خلاف بين أبنائهما المسارعة إلى حل تلك الخلافات والتقريب بينهم عبر تعويدهم على الحوار الهادئ واحترام واحتواء بعضهم بعضاً وعدم البوح بكلمات جارحة وغير لائقة فيما بينهم وتعويدهم التسامح والاعتذار ومكافأة الأبناء المتسامحين والمتعاونين.
فواصل
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 3-2-2019
رقم العدد : 16899
السابق
التالي