ثورة أون لاين-معد عيسى:
يتجاهل منتقدو البطاقة الذكية عن قصد أو غير قصد الهدف الذي أحدثت من اجله البطاقة وينتقدون اختيار فترة إطلاقها ، فالبطاقة أُطلقت لهدفين الأول وهو الأهم والمتجسد بمحدودية الكميات المتاحة من المشتقات النفطية بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة على مناطق إنتاج النفط السوري والثاني بسبب توقف التوريدات الخارجية ولا سميا من إيران بسبب العقوبات الاقتصادية الأحادية على كل من سورية وإيران .
التوقيت والتطبيق فرضته الظروف التي يعيشها البلد ، ولكن لا يمكن لكل الانتقادات من تجاهل النتائج التي حققتها البطاقة الذكية من خلال توفير البنزين بأكبر عدد من محطات الوقود والمساواة بين الجميع في الحصول على الكمية المطلوبة وعليه عندما ننتقد البطاقة علينا الأخذ بالنتائج الايجابية التي حققتها وبعد ذلك من المنطق تسليط الضوء على نقاط الخلل في تطبيق البطاقة .
نقص المشتقات النفطية يفتح الباب واسعا للسؤال عن دور دول مكافحة الإرهاب في الوقوف الى جانب الدولة السورية في سد العجز في تأمين النفط للدولة السورية سميا وان كل الحلفاء من العراق إلى إيران وصولا إلى روسيا دول نفطية بامتياز ، فمن وقف إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الحرب على سورية يجب أن يقف إلى جانب الدولة السورية في مواجهة الحصار الاقتصادي الأحادي المفروض على الشعب السوري .
العقوبات على سورية وإيران ليست جديدة ولكنها الأشد والأقسى على الشعب السوري والشعب الإيراني وعلى الشعب الفلسطيني في غزة وعلى الشعب الفنزويلي والمواجهة لا تكون بالصراخ والشتم وتخوين الآخرين وإنما بالضبط وتحمل المسؤوليات كل في موقعه ، وكذلك تكون المواجهة بالتضامن بين الدولة والشعب وكذلك بين الدولة والأصدقاء في دول مكافحة الإرهاب وهنا يُمكن أن نسأل عن دور الحلفاء الفعال في دعم الشعب السوري لتأمين احتياجاته من النفط ومشتقاته ؟