رفعت الولايات المتحدة وتيرة عدائها للشعب الفنزويلي وحكومته الشرعية للدفع قدما نحو نشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار هذا البلد، ولوحت مجددا بالخيار العسكري، إلى جانب مواصلة تدخلها السافر في شؤون فنزويلا عبر معارضتها اليمينية لإحياء مخططاتها للهيمنة على ثروات الفنزويليين، لتدخل فرنسا صاحبة الإرث الاستعماري البغيض على خط التصعيد الأميركي ضد الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو، لتجدد روسيا تحذيرها من مغبة أي عدوان خارجي، فيما دعت كوبا إلى التعبئة العامة للدفاع عن فنزويلا وشعبها في مواجهة الأطماع الأميركية.
وفي التفاصيل، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التأكيد أمس أن اللجوء إلى جيش الولايات المتحدة في فنزويلا هو خيار «مطروح في مواجهة ما سماها الأزمة السياسية في فنزويلا، متجاهلا أنه وإدارته يجهدون لتأجيج الأوضاع لإيجاد ذريعة للتدخل المباشر، وشن عدوان عسكري على فنزويلا».
وردا على سؤال خلال مقابلة مع قناة «سي بي سي» الأميركية عما سيدفعه للجوء إلى الجيش، قال ترامب: في البداية إنه لا يريد التحدث عن الأمر، إلا أنه تدارك وأضاف: لكن هذا بالطبع خيار.
وسبق أن أعلنت واشنطن بوضوح في الأشهر الماضية ومجددا في الأيام الأخيرة، أن كل الخيارات بما فيها الخيار العسكري مطروحة.
بدورها ركبت فرنسا موجة التصعيد الأميركي، وأعلنت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية أن بلادها ستعترف بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، في حال لم يعلن الرئيس مادورو إجراء انتخابات رئاسية بحلول مساء يوم أمس الأحد.
وقالت ناتالي لوازو لمحطة «إل.سي.آي» التلفزيونية: إذا لم يلتزم الرئيس مادورو بحلول مساء الأحد بتنظيم انتخابات رئاسية، ستعتبر فرنسا أن من حق خوان غوايدو تنظيمها، وستعتبره رئيسا مؤقتا لحين إجراء انتخابات مشروعة في فنزويلا، رافضة اقتراح مادورو إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
وفي ردود الفعل الدولية المتواصلة، أعلن عضو لجنة مجلس الدوما الروسي للشؤون الدولية أنطون موروزوف أن روسيا ستعتبر إرسال الجيش الأمريكي المحتمل لقوات عسكرية إلى فنزويلا عدوانا خارجيا وفقا للقانون الدولي.
ونقلت وكالة سبوتنيك للأنباء عن موروزوف قوله أمس: يوجد سببان فقط للبقاء الشرعي للقوات الأجنبية على أراضي دولة، إما قرار مجلس الأمن الدولي أو دعوة الرئيس الشرعي للدولة، ومن غير المرجح أن يدعو الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوات الأمريكية إلى أراضيه ولا يملك زعيم المعارضة سلطة لاتخاذ مثل هذه القرارات.
وحذر موروزوف من مغبة إرسال واشنطن قوات إلى فنزويلا وقال: إن حدث ذلك فسيكون قرارا مأساويا وسيترتب عليه ضحايا كبيرة بين السكان المدنيين وسوف تبدو أمريكا مرة أخرى محرضا ومعتد».
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت في بيان قبل يومين موقف موسكو الرافض ل» سيناريو استخدام القوة، والتدخل الخارجي المدمر في شؤون فنزويلا وأهمية تسوية المشكلات الراهنة عبر الحوار المحلي السلمي».
وفي هافانا دعا وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز إلى التعبئة العامة للدفاع عن فنزويلا، ووقف التدخل الاستعماري في أمريكا اللاتينية.
وكتب رودريغيز على حسابه في «تويتر»: «الحكومة الأمريكية، وهي العقل الحقيقي المدبر للانقلاب في فنزويلا، تهدد بشن عدوان عسكري على هذه الدولة الشقيقة، وتمارس ضغوطا على أوروبا لتكون تابعة لها، وأضاف: فلنعلن التعبئة جميعا، لوقف التدخل الاستعماري في أمريكا اللاتينية.
وشكك وزير الخارجية الكوبي في النوايا الأمريكية، وطرح تساؤلات على نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، تتعلق بعدم إشارته خلال كلمته في ميامي، إلى لقاءات واتصالات هاتفية سابقة أجراها مع خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا لفنزويلا.
وأعرب الوزير الكوبي في مناسبات عديدة عن رفض بلاده التدخل في شؤون فنزويلا، وأكد تضامن هافانا مع الشعب الفنزويلي والرئيس نيكولاس مادورو.
بدورها أكدت كوريا الديمقراطية أن أي محاولة لقوى خارجية لإقالة رئيس منتخب بشكل شرعي في بلاده تشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية المركزية عن المتحدث باسم وزارة خارجية كوريا الديمقراطية قوله في بيان أمس بشأن التطورات في فنزويلا: إن موقفنا ثابت بهذا الشأن ويتلخص بأنه ينبغي حل المسائل في فنزويلا بطريقة سلمية وبما يتفق والإرادة والقرار المستقل لحكومتها وشعبها.
وشدد البيان على أن أي محاولة من قبل قوى خارجية لإقالة رئيس منتخب بشكل شرعي وفقا لدستور دولة ذات سيادة هي تدخل سافر في الشؤون الداخلية لهذه الدولة وانتهاك متعمد للقانون الدولي. وأضاف: إن شعوب العالم أجمع التي تطمح إلى العدالة والسلام ستقف إلى جانب حكومة وشعب فنزويلا من أجل الحفاظ على سيادتها واستقرارها.
إلى ذلك حذرت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل من تمديد محتمل للعقوبات ضد فنزويلا كان الاتحاد الأوروبي فرضها سابقا داعية إلى اعتماد سياسة ضبط النفس في التعاطي مع الأوضاع في هذا البلد.
ونقلت صحيفة تيرول النمساوية عن كنايسل قولها إن هناك ما يقرب من مليون مواطن أوروبي يعيشون في فنزويلا يمكن أن يتضرروا إضافة إلى امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم ما يعني حاجة أوروبا لها.
وأشارت كنايسل إلى أن دولا مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا باتت أقرب إلى أن تعترف بزعيم المعارضة اليمينية في فنزويلا خوان غوايدو لكن «النمسا وبلدانا أخرى تعترف بالدول وليس بالحكومات المؤقتة» لافتة إلى أن الحل في هذا البلد يتمثل في إجراء انتخابات.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن أمس استعداده لدعم مبادرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 4-2-2019
رقم العدد : 16901