الملحق الثقافي.. سلام الفاضل:
ضحكَ زمّارُ الحيِّ
حين تسللتُ
على غفلةٍ من صباحٍ
إلى وكّر عرّافة
بطرقٍ مكتومٍ دخلتُ
بخطى كأنها عدو الرياح
فقابلني صوتٌ يفحُّ:
هل اعتراكِ الظلامُ؟
أم أجهضتْ سماؤك قمرَها،
وهرَّ من جوفها النجمُ؟
بوجهٍ مكلومٍ
وصوتٍ يئنُ
سألتُها وَدَعَاً
يفضح..
يوشوشُ الأسرار
سألتُها حجراً
يمطرُ.. يزبدُ..
يغلي بالأخبار
طلبتُ بُنَاً
في سواده أبصم
ربما ألمح في خطوطه القادمَ
ربما..!!
كورقةٍ تقفُ بكاملِ عريها
أمام جنونِ الإعصار
مددتُ إلى العرّافةِ
يداً تهطلُ
علّها تبصرُ
في زغبِ نتوءاتها
حرفاً.. اسماً
وجهَكَ الذي يمدني
بالعطرِ.. والنبيذِ.. والفرح
علّها تفسرُ في خطوطها
جنونَك.. غموضَكَ
وتخبرني عن
لونِ الجدران
علها تعرفُ
كم ندبة تغفو على جسدك
كم بكيتَ، وأبكيتَ
حرقتَ، واحترقتَ
وكم من أخرى سكنتك قبلي!!
بصوتٍ استعار لوهلةٍ هدوءه
ضحكتْ عرّافةُ الحي
كما ضحكَ زمّارُهُ
من طفلةٍ تهذي
وبقلبٍ غلفه الودُّ
قالت العرّافةُ:
اذهبي يا طفلتي إليه
ودثري روحك بيديه
فلا جواب لك عندي
فليس – يا طفلتي – للحبِ عُرفُ
التاريخ: الثلاثاء 5-2-2019
رقم العدد : 16902