ثورة أون لاين – علي نصر الله:
منذ 19 كانون الاول الماضي، حيث اعلن لاول مرة دونالد ترامب عن قراره بسحب قوات بلاده المحتلة من سورية، حتى الان، كتب الكثير، ودارت حوارات، وفتحت سجالات يتوقع ان تستمر لوقت طويل حتى بعد اتمام عملية الانسحاب بحلول نيسان القادم.
“وول ستريت جورنال” الاميركية التي تحدثت عن خطة البنتاغون الخاصة بعملية الانسحاب، مراحلها، وجداولها الزمنية، ربما لم تأت بجديد سوى باشارتها الى عدم وجود خطة داخلية لحماية الشركاء – في اشارة واضحة للميليشيات الانفصالية – ما يعني ان ثمة سجالات ستفتتح من جديد لتكون – ربما – بمثابة بالون اختبار لمواقف اطراف بعينها نظام اردوغان ليس اخرها.
البنتاغون ذاته الذي كان بعض قادته – في وقت سابق – قد عبروا عن صدمتهم ورفضهم قرار الانسحاب، تنقل عنهم اليوم تفاصيل الخطة وبرامجها الزمنية، ما يعني ان تحولات مفاجئة تجري داخله، اسبابها ربما لا تبتعد عن المعارك الجارية داخل الكونغرس على خلفية قرار الانسحاب وقضايا خلافية اخرى.
خطة البنتاغون المسربة للصحافة الاميركية، ليست بريئة، ولا تسريبها يبدو بريئا، ويعتقد ان توظيفا سياسيا للمسالة يجري الاهتمام به على نحو واسع، اميركيا، اقليميا، ودوليا، ليبقى من الثابت ان واشنطن ستخرج مرغمة لانها بدأت تتلمس مخاطر انهيار مشروعها العدواني.
الابقاء على احتلال القوات الاميركية في قواعد مفضوحة الاهداف لجهة قيامها بحماية الدواعش ومحاولة تدويرهم، مشكلة، واقفال هذه القواعد وسحب القوات لان فرقا مطلوبا ان تحدثه هي عاجزة عن تحقيقه، مشكلة .. ما يعني ان المأزق الاميركي يتعمق يوما بعد اخر!.
الاعلان عن خطة البنتاغون في اللحظة السياسية الراهنة، قد تكون القراءة الاقرب الى الواقعية لها، هي ان الولايات المتحدة باتت بحاجة لاتخاذ قرارات حاسمة لا تصل الى حدود الاعتراف بالهزيمة، لكنها تعترف بعدم امكانية الاستمرار بانكارها، خصوصا بعد ان تأكدت غير مرة من عقم الرهان على مجموعة الادوات المستخدمة والمازومة.
القوات الاميركية الغازية ستخرج بخطة للبنتاغون ومن دون خطة، هذه نتيجة لفعل ان لم يقع اليوم، فسيقع غدا.
هي قناعة تولدت لدى الكثيرين قد يكون الاميركيون اخرهم، ولذلك يجري التحرك باتجاه الخروج العاجل حتى من دون ترتيبات تلح بطلبها حكومة نتنياهو والميليشيات الانفصالية، ويستجديها نظام اردوغان، غير ان واشنطن التي فقدت السيطرة على الكثير من الخيوط التي كانت تلعب بها وتحركها لا تبدو مهتمة اليوم كعادتها بالادوات الرخيصة التي تستخدمها، ويكون لها بالقاموس الاميركي القذر مدة صلاحية ينتهي كل شيء بانتهائها .. فهل يتعلم البعض؟ ام انه لا يملك حتى القابلية ليتعلم؟.