في ذكرى الإضراب الكبير..الجولان عائد.. وأهلنا ملحمة في الصمود

 

كتب المحرر السياسي:
شكلت انتفاضة أهلنا في الجولان السوري المحتل بإضرابهم الشامل والمفتوح في الرابع عشر من شباط عام 1982 واستمراره لستة أشهر تجسيدا عمليا لمقاومة الاحتلال وسياساته الجائرة بالضم والتهويد، ومثلت ملحمة بطولية في الكفاح والصمود والتمسك بالهوية والموقف الوطني، وشاهداً حياً على عجز الاحتلال عن مواجهة إرادة أهلنا في الجولان المحتل وتمسكهم بهويتهم وترابهم، عندما حولوا بمختلف أعمارهم وفئاتهم الحجر والأدوات الصغيرة إلى أقوى أسلحة دفاع عن الحق والأرض والهوية، مؤكدين عجز سلطات الاحتلال وإجراءاتها عن ترهيبهم، بشتى وسائل القمع والاعتقال التعسفي.
وأمام إرادة أهلنا في الجولان عجزت محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي رغم ممارساتها الجائرة عن فرض إملاءاتها، ما أبقى ذكرى تلك الانتفاضة صفحة مضيئة في صفحات المقاومات الحية للاحتلال ورفض الذل والهوان، يسجلها ويحييها الشرفاء المقاومون ليعطوا للأجيال المثل والقدوة على إرادة المقاومة ولإكمال الطريق حتى التحرير والعودة.
فلم يمض شهران على قرار الكنيست الإسرائيلي الجائر الصادر في الرابع عشر من كانون الأول عام 1981 والقاضي بضم أرض الجولان المحتل وتطبيق ما سمي «القوانين الإسرائيلية» حتى ثار أهلنا في الجولان المحتل على ظلم الغاصب بإعلانهم الإضراب العام الشامل والمفتوح مؤكدين عروبة الجولان أرضا وشعبا، وأنهم جزء لا يتجزأ من الوطن الأم سورية رافضين استلام ما سمي «الهوية الإسرائيلية» مؤكدين إصرارهم على موقفهم المتمسك بهويتهم وبالعودة إلى حضن الوطن الأم سورية مهما طال الزمن.
الإضراب العام المفتوح استمر أكثر من ستة أشهر، جاء بعد اجتماع شعبي تنادى إليه أهالي الجولان بمشاركة الآلاف منهم في الثالث عشر من شباط عام 1982 وقرروا فيه إعلان إضرابهم تحت شعار المنية ولا الهوية، وحاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الإضراب بكل جبروتها وغطرستها تطبيق قوانينها المخالفة لكل الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية على شعب أعزل، مستعملة مختلف أصناف الحصار بعد فرض التعتيم الإعلامي على ما يجري في الجولان المحتل، إلا أن إرادة وصمود أهالي الجولان المحتل وتكاتفهم وإيمانهم بالانتماء الى وطنهم الأم أسقطت قرارات حكومة الاحتلال، وتم سحب قوات جيش الاحتلال من داخل القرى من دون تحقيق أهدافه.
ويضاف الإضراب البطولي إلى سجل أبناء سورية النضالي ضد المحتلين والمستعمرين حيث تعددت مشاهد وبطولات أهلنا في الجولان في معركتهم للدفاع عن هويتهم الوطنية الهوية العربية السورية، حيث رمى الجولانيون هوية الاحتلال تحت أقدامهم ورفضوها مباشرة بعدما وزعتها سلطات الاحتلال بالقوة ومزقوها، ما أدى إلى انتصار الإرادة الوطنية.
كما أجبر أهلنا الصامدون بالجولان في الخامس والعشرين من شباط عام 1985 شمعون بيريز عندما كان رئيسا لوزراء كيان العدو على الخروج من قرية مجدل شمس البطلة مطرودا خانعا على وقع التظاهرات العارمة التي عمت أحياء القرية والقرى الجولانية الأخرى، كما سقط العديد من الشهداء وهم يذودون عن أرضهم وعرضهم، وسطّر دم الشهيدة غالية فرحات بأحرف من نور محطة نضالية على طريق التحرير، كذلك قام أهلنا في الجولان في تشرين الأول الماضي بإحراق البطاقات الانتخابية الصهيونية على مرأى من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، تعبيرا عن رفضهم الشديد لإجراء تلك الانتخابات في القرى الجولانية.
كما رفض الأهالي مؤخرا بشكل قاطع إقامة المشروع الاستيطاني المتمثل بالمراوح الهوائية، المؤلف من 52 مروحة هوائية على مساحة تقارب 6 آلاف دونم في عدد من المواقع المحيطة بقرى مجدل شمس وعين قنية وبقعاثا ومسعدة والذي يهدف إلى تهجيرهم من قراهم ومصادرة أراضيهم بالقوة.
وتأتي البطولات التي يسطرها أبطال الجيش العربي السوري في كل يوم في معركته ضد الإرهاب وداعميه لتعطي أبناء الجولان المحتل منارة الأمل والمثل الحي لمعنى البطولة والتضحية والفداء في سبيل الوطن وكرامته وسيادته وحريته، كما أن انتصارات الجيش رسالة بليغة للعدو الصهيوني تؤكد الإصرار على استكمال التحرير وعودة الجولان المحتل إلى ربوع الوطن.
(تفاصيل في صفحة شؤون سياسية)
التاريخ: الخميس 14-2-2019
رقم العدد : 16909

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة