ثورة اون لاين – أحمد حمادة:
لا يتفق عضوا الكونغرس الأميركي الجمهوري جيمس ريتش والديمقراطي إليوت انجلز على شيء سوى دعمهما الثابت لمخططات البنتاغون المشبوهة في سورية والمنطقة، وإغداق عطائهما للكيان الإسرائيلي، وكراهيتهما منقطعة النظير لكل من يفكر بالوقوف بوجه المشاريع الأميركية المشبوهة في منطقتنا.
لكن الجديد في الموضوع أن رئيس إدارتهما دونالد ترامب، الذي يزعم أنه يريد الانسحاب من سورية، وأنه يعارضهما في العديد من الأفكار والقضايا المتعلقة بما يسمى المنطقة الآمنة المزعومة في شمال سورية وبقضية الانسحاب المذكورة، هو نفسه من يعطيهما المساحة المطلوبة للمناورة في الكونغرس، وتنفيذ سياساته العدوانية.
فالمكتب البيضاوي هو من يوزع عليهما، وعلى بقية أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، أدوار التصريحات المتناقضة، وأحيانا المتعارضة لتمرير أجنداته الاستعمارية أحياناً أو فرملتها أحياناً أخرى تحت ستار تلك الخلافات المزعومة.
وكي ندرك هذه الحقيقة جيداً يكفي أن نشير أنه في قمة الترويج لمثل هذه الخلافات المزعومة يقوم الكونغرس بانتخاب جيمس ريتش على رأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، وانتخاب انجلز على رأس لجنة شبيهة بمجلس النواب، وكأن قصة الخلافات المفبركة هدفها تمرير مخطط ما في المنطقة إذا تطلبت المصلحة الأميركية ذلك، وفرملته وسحبه من التداول (في حال فشله) بحجة الخلافات إن تطلبت المصلحة ذلك أيضاً.
وكي ندرك أبعاد ذلك أكثر يكفي أن نشير أن انجلز، هو ذاته من طرح في عام 2003 قانون ما يسمى محاسبة سورية، أي إعلان الحرب الأميركية ضد سورية بأشكال أخرى غير التي نراها اليوم عبر الحرب العدوانية العسكرية المباشرة والظالمة ضد شعبها، وهو ومعه (ريتش) من قاما مع مطلع العام الحالي 2019 بتقديم مشروع القانون ذو الرمز (S.1 و HR 31) في لجنتيهما البرلمانيتين، لاسيما الفقرة الخاصة المتطابقة تقريبا بينهما، المتعلقة بمنع إعادة إعمار سورية، ودعمهما غير المحدود للقانون قيصر أو سيزر إياه لمعاقبة سورية.
هذان الرجلان ومعهما ترامب وبومبيو، وكل أركان الإدارة الأميركية الحالية، مثلهم مثل الإدارات التي سبقتهم، التي كان يتوزع الأدوار فيها جيفري فيلتمان وغوندا ليزا رايس وأوباما وهيلاري كلينتون، لكن الفارق الوحيد أن الكثير من أبناء منطقتنا ما زالوا مصدقين أن ثمة خلافات كبيرة بينهم فيما يتعلق بالأزمة في سورية، أو خطط الانسحاب الأميركي منها، أو تنفيذ المنطقة الآمنة المزعومة من عدمه، أو بقية قضايا المنطقة دون أن يدركوا أن أهدافهم واحدة وإن اختلفت سبل تنفيذها.