ليس جديداً ما نسمعه من تصريحات هنا وهناك، فقدت التوجه الحقيقي وتاهت بوصلتها، هذا أمر اعتدنا عليه منذ عقود من الزمن، لكنها عادت للتواتر بقوة من منصات تدعي أنها تمثل الشرعية الدولية، تعمل قوى عظمى بطغيانها على لمها وجمعها بقوة السلاح وبفعل التبعية، لا بفعل الحق وقوة الحق، والعمل من أجل السلم والأمن العالمي، ما تابعناه من مؤتمرات وقمم عقدت في هذه العاصمة أو تلك لم يكن مفاجئاً أبداً.. لا.. بل كنا نتوقع حدوثه ونعرف أنه لم ولن يصل إلى ما يريد بفعل ما يجري في الساحة العالمية من مقاومة له ولآثاره العدوانية.
أما أن يظن من يطلقون التصريحات النارية أنهم فعلاً قادرون على فعل شيء خارج المظلة التي أطلقوا من تحتها تصريحاتهم، فهذا وهم وسراب، والواقع أنهم وهم موجودون تحت حماية ورعاية هذه التحالفات يشعرون بالرعب والخوف، وما يطلقونه من جنون يدل على ذلك، وهو بالواقع يعني أنهم يريدون تجديد ثقة من يشغلهم، وهذه المرة يقدمون أوراق اعتماد جديدة عن (ربيب) المشغل، لعل مدة الاستعمال تطول أكثر فأكثر، لا يمكن قراءة الأمر بغير هذا المعنى، وربما لو طرحنا السؤال التالي لكان الأمر نافعاً ومجدياً: ماذا لو فجأة تخلى المشغل عنهم؟ وتركهم وسط زوبعة جنونهم؟ أليس الأمر واراداً ويمكن أن يحدث بأي لحظة؟
بلى.. إنه وارد و يمكن حدوثه اليوم قبل الغد، وغداً قبل ما بعده، لقد استهلكوا تماماً واستنفدوا تماماً، ومهما علت التصريحات، فلا يمكن إعادة التدوير، انتهى المفعول، وما يضخ من ثرثرات فقدت كل حياء ليس إلا هرولة محمومة لكنها لم ولن تجدي نتيجة، صحيح أن الواقع العربي الآن مزر ومخجل، لكنها مرحلة ستمر وستعبر، وما تجذر نصراً لفعل المقاومة هو الحقيقي، ولا بد أنه يحفر مجراه عميقاً ومتجذراً، ولا شيء غير ذلك.
البقعة الساخنة
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911
السابق
التالي