مخرجات قمة سوتشي التي ضمت الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا أكدت على السيادة والاستقلال ووحدة سورية ومحاربة الإرهاب وعدم إقامة وقائع جديدة على الأرض تقوض سيادة سورية، وهي مخرجات تساهم بإيجاد آليات تسرع الحل السياسي ولكن هل تقترن هذه المخرجات بالأفعال على أرض الواقع والمقصود هنا من الجانب التركي؟
الثقة حتى الآن بنظام أردوغان معدومة لأن أعماله العدوانية على الأرض لا تتفق مع أقواله والتزاماته مع مخرجات قمة سوتشي الأخيرة أو ما قبلها وهو مازال يدعم التنظيمات الإرهابية ولاسيما في إدلب ويقدم لها كل الدعم الذي شجع جبهة النصرة الإرهابية والمنظمات الإرهابية المتحالفة معها السيطرة على معظم مدن وأرياف إدلب، وكذلك شجعها على الإمعان في خروقاتها اليومية المتواصلة ضد السكان الآمنين في ريف حماه الشمالي وحلب وما تتعرض له مدينة سلحب وبعض أحياء حلب الغربية وبلدة أصيلة من قذائف الحقد من تلك التنظيمات الإرهابية يؤكد أن نظام أردوغان يقدم الدعم ويشجع الإرهابيين على الامعان في إرهابهم ليكونوا ورقة ضاغطة في محادثات هذا النظام القاتل مع أي جهة دولية تسعى لإيجاد آليات للحل السياسي .
الدلائل كثيرة على مراوغة وتضليل النظام الاخواني وعدم تطابق أقواله مع أفعاله، ففي الوقت الذي أكدت فيه مخرجات قمة سوتشي على ضرورة التعاون بين الدول الضامنة للقضاء على داعش وجبهة النصرة الإرهابيين فإن نظام أردوغان سمح للإرهابيين مؤخراً الذين تم استقدامهم من أصقاع العالم بالتسلل إلى الأراضي السورية لدعم جبهة النصرة وكذلك قدم الأسلحة الكيماوية لهذا التنظيم الإرهابي وزود الإرهابيين بطائرات مسيرة دون طيار، الأمر الذي يشير على أن هذا النظام المجرم مازال يراهن على نشر الإرهاب والاستثمار فيه.
الاستراتيجية السورية مازالت تعطي الفرصة للحل السياسي حقناً لسفك الدم والحفاظ على سلامة جنودنا الأبطال، ولكن الباب لن يبق مفتوحاً الى ما لا نهاية، فالتحضيرات للعمل الميداني في أوجها أو باتت جاهزة وإن لم يقتنع أردوغان بضرورة التخلي عن العصابات الإرهابية فإن الرهان والطريق الوحيد لتطهير ما تبقى من الأرض السورية هو العمل العسكري وما تحمله الأيام القادمة من تنفيذ مخرجات سوتشي ولاسيما ضرورة القضاء على داعش وجبهة النصرة الإرهابية سيحدد آلية تطهير إدلب وما تبقى من الجغرافيا السورية سياسياً أو عسكرياً.
العدد : 16911
التاريخ: 17-2-2019