سوتشي والالتزام التركي؟

مخرجات قمة سوتشي التي ضمت الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا أكدت على السيادة والاستقلال ووحدة سورية ومحاربة الإرهاب وعدم إقامة وقائع جديدة على الأرض تقوض سيادة سورية، وهي مخرجات تساهم بإيجاد آليات تسرع الحل السياسي ولكن هل تقترن هذه المخرجات بالأفعال على أرض الواقع والمقصود هنا من الجانب التركي؟
الثقة حتى الآن بنظام أردوغان معدومة لأن أعماله العدوانية على الأرض لا تتفق مع أقواله والتزاماته مع مخرجات قمة سوتشي الأخيرة أو ما قبلها وهو مازال يدعم التنظيمات الإرهابية ولاسيما في إدلب ويقدم لها كل الدعم الذي شجع جبهة النصرة الإرهابية والمنظمات الإرهابية المتحالفة معها السيطرة على معظم مدن وأرياف إدلب، وكذلك شجعها على الإمعان في خروقاتها اليومية المتواصلة ضد السكان الآمنين في ريف حماه الشمالي وحلب وما تتعرض له مدينة سلحب وبعض أحياء حلب الغربية وبلدة أصيلة من قذائف الحقد من تلك التنظيمات الإرهابية يؤكد أن نظام أردوغان يقدم الدعم ويشجع الإرهابيين على الامعان في إرهابهم ليكونوا ورقة ضاغطة في محادثات هذا النظام القاتل مع أي جهة دولية تسعى لإيجاد آليات للحل السياسي .
الدلائل كثيرة على مراوغة وتضليل النظام الاخواني وعدم تطابق أقواله مع أفعاله، ففي الوقت الذي أكدت فيه مخرجات قمة سوتشي على ضرورة التعاون بين الدول الضامنة للقضاء على داعش وجبهة النصرة الإرهابيين فإن نظام أردوغان سمح للإرهابيين مؤخراً الذين تم استقدامهم من أصقاع العالم بالتسلل إلى الأراضي السورية لدعم جبهة النصرة وكذلك قدم الأسلحة الكيماوية لهذا التنظيم الإرهابي وزود الإرهابيين بطائرات مسيرة دون طيار، الأمر الذي يشير على أن هذا النظام المجرم مازال يراهن على نشر الإرهاب والاستثمار فيه.
الاستراتيجية السورية مازالت تعطي الفرصة للحل السياسي حقناً لسفك الدم والحفاظ على سلامة جنودنا الأبطال، ولكن الباب لن يبق مفتوحاً الى ما لا نهاية، فالتحضيرات للعمل الميداني في أوجها أو باتت جاهزة وإن لم يقتنع أردوغان بضرورة التخلي عن العصابات الإرهابية فإن الرهان والطريق الوحيد لتطهير ما تبقى من الأرض السورية هو العمل العسكري وما تحمله الأيام القادمة من تنفيذ مخرجات سوتشي ولاسيما ضرورة القضاء على داعش وجبهة النصرة الإرهابية سيحدد آلية تطهير إدلب وما تبقى من الجغرافيا السورية سياسياً أو عسكرياً.

العدد : 16911

التاريخ: 17-2-2019

آخر الأخبار
حلب تضع خارطة طريق لتطوير البيئة الاستثمارية وتعزيز التنمية الاقتصادية اختتام امتحانات الثانوية العامة.. طلاب حلب بين الارتياح والترقّب  الثروة الحراجية في درعا.. جهود متواصلة تعوقها قلّة عدد العمال والآليات دعم الأميركيين لحرب إسرائيل على غزة يتراجع إلى أدنى مستوى تحولات سياسية جوهرية.. تؤسس لبناء الدولة السورية بعيداً عن التبعية والمحاور الوعي.. لمجتمع أكثر أماناً وسلامة  حين تكون المحبة والإيمان جسراً.. الأب إليان وهبة وشهادة الروح في التعايش السوري لتثبيت المعلومة وإطلاق اللسان المدرب كمال تاج الدين لـ الثورة: التكرار والتدوين والتخيل شركات التمويل التأجيري .. هل تحل معضلة السكن وتحول الحلم إلى واقع؟ خطة شاملة لتطوير العملية التعليمية في ظل التحديات الراهنة بحلب سهل الغاب.. من سلة غذاء سوريا إلى صحراء! من يوقف نزيف الإهمال؟ على وتر تدفق الغاز الأذربيجاني في سوريا.. نمو مرتقب وتساؤلات الأسعار قيد الانتظار نواب أميركيون: غزة تحولت إلى جحيم على الأرض الداخلية التركية: عدد السوريين الراغبين بالعودة يتزايد يوماً بعد يوم وزير الاقتصاد من حلب: إجراءات جديدة لتحسين بيئة العمل الاقتصادي والتجاري أسئلة "علم الأحياء" للفرع العلمي طويلة وتحتاج التركيز بالنقد تُبنى الدول الممكن والمأمول أمام التحديات السورية الراهنة الاستثمار في سوريا.. فرصة للنهوض وتحديات تنتظر الحل الغاز الأذربيجاني يتدفق.. والكهرباء تتحرّك في ريف دمشق