ما زال سوق العقارات في سورية يعيش حالة من عدم التوازن، بدأت منذ ما قبل الحرب على سورية حيث تموضع الخلل بمسألة التوافق بين العرض والطلب، فقد كان الطلب أعلى بكثير من المعروض ما سبب تشوهاً في السوق دفعت ثمنه شريحة ذوي الدخل المحدود..
اليوم ومع اقتراب نهاية الحرب على سورية وإعلان الانتصار على يد أبطال الجيش العربي السوري أصبحت السوق أكثر تشوهاً، والخلل وعدم التوافق بين العرض والطلب أعلى خاصة مع التدمير الممنهج الذي مارسته المجموعات الإرهابية لغاية محددة تمثلت في تحقيق مزيد من الإرباك للدولة السورية التي كانت على الدوام تقدم لقطاع السكن الكثير من الدعم كان يبدأ بتهيئة الأراضي دون حساب سعر تكلفتها مروراً بتشييد المساكن بسعر التكلفة وطرح عروض تقسيط مريحة للغاية كانت تصل لعشرات السنوات ولعل مشروع السكن الشبابي خير مثال على الدعم الحكومي لقطاع السكن وها هي مشاريعه منتشرة في مختلف المحافظات السورية وعلى الرغم من الملاحظات التي وردت عليها إلا أنه مثال لا بد من التوقف عنده والاحتذاء به.
تساؤلات كثيرة ما زالت تطرح حول كيفية إعادة التوازن إلى سوق العقارات وإيجاد الحلول لشريحة أنهكتها المحاولات اليائسة للحصول على مسكن لتستريح من الابتزازات المستمرة للمنازل المؤجرة والجواب كان دائماً يتمثل بضرورة تحقيق المزيد من التدخل والدعم الحكومي وذلك عبر طرح مشاريع سكنية بتكاليف تناسب ذوي الدخل المحدود وشريحة الشباب والباحثين عن السكن.
شهدنا مؤخراً إعلان المؤسسة العامة للإسكان عن فتح باب الاكتتاب على /12200/ مسكن في مشروع الادخار السكني في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية والسويداء والقنيطرة ودرعا، مبينة في إعلانها أن التسجيل للراغبين بالاكتتاب يبدأ في الـ /17/ من شهر آذار المقبل ولغاية الـ /16/ من شهر أيار للعام المقبل.
أعتقد أن هذا هو التدخل المطلوب لإعادة التوازن للسوق التي زادتها الحرب تشوهاً وهو الدور المأمول والمنتظر، إلا أنه ثمة ملاحظات لا بد من أخذها في الحسبان خاصة وأنها كانت سبباً لتوقف وتأخر تنفيذ الكثير من المشاريع المطروحة سابقاً ومن ضمنها السكن الشبابي في بعض المحافظات فالمفروض أن تكون الأراضي المزمع البناء عليها قد هيئت وأصبحت معدة للبناء وأن تكون قد أصبحت مملوكة من قبل المؤسسة العامة للإسكان وهي التي أعلنت عن فتح الاكتتاب وإلا لن نحصل على نتائج مختلفة عم سبق وسيبقى التعثر والتأخر في التنفيذ عنواناً في المرحلة المقبلة.
على الملأ
باسل معلا
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911
السابق
التالي