تمر الأسر بمراحل صعبة من حياتها، تكون الظروف الاقتصادية في أسوأ حال، الدخل محدود أي الميزانية ثابتة، والمصروف كبير وفي ازدياد فقد يجتمع في الفترة الزمنية نفسها، أن يدخل المدرسة والجامعة أكثر من ابن، وقد يمرض أحد أفراد الأسرة، ولا يخلو الأمر من حاجة البيت للمؤن، في هذا الظرف الخاص بالأسرة تقف ربة البيت ومدبرته، تخرج ما في رأسها من أفكار وحلول قابلة للتخفيف من آثار هذا الضيق.
ربما تشارك بجمعية مع جاراتها أو زميلاتها في العمل، لتسديد القسط الجامعي، والكتب المدرسية، وربما تمتنع عن شراء الثياب لفترة طويلة، ولجميع أفراد أسرتها، ولن تتردد في اختيار الطبخات الأقل تكلفة، ولعلها تصنع المنظفات في البيت لتوفر جزءا من ثمنها، أي أنها بخبرتها في إدارة البيت، وحبها لأسرتها وأولادها، وقرارها بتجاوز هذه اللحظات الخاصة من حياة بيتها، تبتكر الحلول وتنجح وتصبح هذه الذكريات للتندر لاحقا.
لو سألنا الحكومة بمؤسساتها ومسؤوليها ومدرائها: هل يصعب عليكم تدبير شؤون الناس بهذه المرحلة الخاصة والصعبة، بعقلية ومشاعر الأم مدبرة البيت، فتخففون من آثارها على الأسر جميعا وخاصة الأكثر فقرا؟!
تجتمع الحكومة بوزرائها ومستشاريها، ويجتمع مجلس الشعب بنوابه، ولا نرى انفراجا في صعوباتنا المعيشية، بل على العكس، فقدان المواد الأساسية وارتفاع بالأسعار، وفوضى بالتوزيع، بما لا يليق بشعب قاوم وصمد سنوات الحرب.
إن تدبير شؤون الحياة في أي ظروف مهما بلغت صعوبتها، ليست بالمهمة المستحيلة، اسألونا نحن من خبر هذه الحرب، واسألوا ربات البيوت، اللواتي صنعن من الضعف قوة ليبقى البيت قائما وأهله مستمرون.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 19-2-2019
الرقم: 16913