على نحو غير منتظر وبنتائج عكسية تماما جاءت تجربة كرتنا مع المدرب الأجنبي، بعد أن سجل منتخبنا أسوأ مشاركة له في تاريخ تواجده بنهائيات كأس آسيا تحت قيادة المدرب الألماني بيرند شتانغه الذي ذهب بمنتخبنا إلى الهاوية على المستوى الفني.
بالتأكيد ودون أي خلاف فإن مشكلة منتخبنا لم تكن فنية بصورة بحتة، وهي ذات أبعاد إدارية لكن التجربة أثبتت أننا وفق العقلية السائدة ووفق الأسلوب الذي يتم من خلاله التحكم بكرتنا والإمساك بخيوطها فإن ما يناسب واقعنا هو المدرب الوطني، هذا ليس لأن الوطني ذو قدرات فنية أعلى من الأجنبي، ولكن لأنه الوحيد الذي يعرف (البئر وغطاءه) كما أننا نقول إن المدرب الوطني هو الأنسب ليس لأنه صاحب فكر ورؤية استراتيجية (رغم احترامنا للجميع)، ولكن لأن البعض ممن يقود رياضتنا عموما وكرتنا على وجه التحديد ليس في وارد العمل على تطبيق رؤى واستراتيجيات تطويرية لكرة القدم السورية، وإنما في وارد الإملاء على كوادر اللعبة والتفرد ببعض القرارات وفقاً لما أثبتته التجربة ولاسيما تجربة منتخبنا الأخيرة في النهائيات الآسيوية، حيث كان هناك اعتراف مباشر بارتكاب أخطاء من نمط التمسك بالرأي والتفرد بالقرار وإملاء التعليمات على الآخرين دون التعاون مع أصحاب الخبرات.
طبعا نحن الآن لسنا في صدد مراجعة الكيفية التي اتخذ بها اتحاد الكرة قراراته ولسنا في معرض التمحيص في حيثيات المرحلة السابقة، ولكن وطالما أن اتحاد الكرة قد استقر على تعيين مدرب وطني للمنتخب هو الكابتن فجر ابراهيم كما جاء في بلاغ اتحاد اللعبة رقم واحد لعام ٢٠١٩ ، فإن المطلوب من الاتحاد هو أن يدعم اختياره ويتبناه ولا يتصرف مع هذا الاختيار بتردد، ونحن إذ نقول ذلك فإننا نقصد أن يتم تأمين كل متطلبات نجاح المنتخب تحت قيادة المدرب الوطني كما كان الحال تحت قيادة المدرب الأجنبي، دون أن يكون هناك تباين في العطاءات واختلاف في التجاوب مع ما يريده الكادر الفني للمنتخب تبعاً لاختلاف هوية مديره الفني سواءً أكان وطنياً أم أجنبيا.
مع المدرب الألماني كان اتحاد الكرة يقول للجهاز الفني للمنتخب : اطلب تعطى، واليوم يجب أن يستمر هذا السلوك مع المدرب الوطني بحيث لا تبقى الأمور مسيرة بالمونة وفق اللفظ العامي الشهير بكرتنا (مشيها)،
من أجل منتخب قوي نطلب من اتحاد الكرة أن يدعم اختياراته وإلا فإن الخيبة سترتسم على ملامح كرتنا من جديد.
ما بين السطور
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 21-2-2019
رقم العدد : 16915