ثورة اون لاين – علي نصرالله:
اخر التصريحات الاميركية حول موقفها من العديد من القضايا المطروحة، او تلك التي وصلت الى منعطفات حصرية، حتمية لا مجال للهروب منها، تفضح واشنطن وغاياتها الخبيثة، وتبدو كل الاكاذيب التي تسوقها اعجز من ان تغطي على سياساتها الفاشلة، وعلى هزائم مشاريعها العدوانية. تقول الولايات المتحدة انها تتحرك باتجاه الحدود الفنزويلية لتضمن وصول المساعدات الانسانية للشعب الفنزويلي، فهل تريد للعالم ان يصدق هذه الكذبة، ويعفيها مما هو ثابت عليها لجهة النيات المبيتة والمعلنة بممارسة العدوان، وبمحاولة الاطاحة بالحكومة الفنزويلية الشرعية، وتنصيب عميل لها هناك ليسهل لها وضع يدها الثقيلة على هذا البلد، والتمدد تاليا على جواره للسيطرة على كل بلدان المنطقة او ما كان يدعى بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة؟. تقول الولايات المتحدة ان هدف المباحثات الجارية بين وزير حربها – بالوكالة – ورئيس هيئة الاركان المشتركة مع نظيريهما في نظام اردوغان الاخواني، هو استكمال البحث في سبل اقامة المنطقة الامنة المحتملة شمال سورية، ولم تذكر موجبات اقامتها، ولا هو واضح امنة لمن! الا اذا كان القصد ان تكون الملاذ الامن لما تبقى من فلول ارهابييها، او لتكون النواة لاقامة شبه دويلة هناك في اطار مشروعها التقسيمي الذي لن يتحقق؟. تدعي الولايات المتحدة ان مهمة قواتها بالحاق الهزيمة بتنظيم داعش الارهابي قد تحققت، ولذلك فقد اتخذت قرار الانسحاب من سورية! ثم لا تخجل بمغالطة ذاتها وبفضح اكاذيبها عندما تتحدث عن المنطقة الامتة، وعن عزمها الابقاء على قوة صغيرة في التنف، لماذا؟ تقول لحفظ السلام! قوة قوامها 200 جندي ستحفظ السلام!؟. لا يمضي سوى ساعات قليلة على كذبة هدف الابقاء على هذه القوة الصغيرة، حتى تظهر تصريحات اخرى تقول ان الابقاء على هذه القوة يعزز موقف حلفاء اميركا!؟. من هم هؤلاء الحلفاء؟ تركيا شريك اميركا برعاية الارهاب وتنظيماته؟ ام محميات الخليج مصدر الارهاب والتطرف وموطنه الاصلي؟ ام اسرائيل كيان الارهاب المنظم الاول في العالم؟ ام هؤلاء مجتمعين مع ما تبقى من فلول اذرعها الارهابية؟. مشكلة اميركا الدائمة، بنيوية، تكمن في طبيعتها العدوانية، في تكوينها الامبريالي، وفي سياساتها واطماعها، وهو ما لا تستطيع اخفاءه حتى لو تمكنت من لململة واستخدام كل الاكاذيب التي تفضحها وتعريها سريعا. مشكلة اميركا ليست في ما تبديها تصريحات مسؤوليها، وسياساتها، من انها منفصلة عن الواقع، بل مشكلتها الدائمة والمستدامة هي في انها تكذب ولا تتعلم، وفي انها تمارس اقصى مستويات العهر والعدوان والبلطجة تحت عناوين براقة لا علاقة لها بها، ذلك انه لو كان للانسانية من عدو، فهي اميركا، وذلك انه لو كان للسلام والاستقرار من عدو فهي اميركا، وذلك انه لو كان للكذب والنفاق والعنجهية والبلطحة من عناوين، فانها تبدو مختزلة باميركا ملتصقة بها ابدا