من نبض الحدث… قمة طهران.. لكل أمر حساب ولكل حركة ضوابط رادعة

 

 

 بالأمس القريب جداً، جدد السيد الرئيس بشار الأسد وضع المُحددات الأساسية للمرحلة، مُوجهاً رسائل في غاية الوضوح والأهمية للواهمين بالداخل، ومن قبل، للمُنفصلين عن الواقع بالخارج، لقوى العدوان، ولمنظومته المُؤتلفة بحلف الشر الذي تقوده الولايات المتحدة.

زيارة العمل إلى طهران، التي عَقد فيها السيد الرئيس لقاء قمة مع السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران، وآخر مع السيد حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حملت رسائل سياسية نوعية، وشكّلت مناسبة مهمة انطوت على توجيه رسائل إضافية للأعداء والخصوم، أولها ربما أنها أكدت للقاصي والداني عزم البلدين على تمتين تحالفهما الاستراتيجي المَكين لمواجهة التحديات القادمة، ولتَثمير الانتصار الناجز على التنظيمات الإرهابية، وداعميها.
الكونغرس الأميركي الذي كشفَ عن رسالة خاصة وجهها دونالد ترامب وتَسلمها رئيسا لجنتي العلاقات الخارجية، والقوات المسلحة، حول استراتيجية البيت الأبيض في سورية بعد التطورات الحاصلة التي أَعقبَت اتخاذ قرار الانسحاب، ولم يُورد أيّ تفاصيل عن هذه الاستراتيجية، يبدو أنه سيُسجل خطوة تُساعد على تحسين مشهد حالة الانقسام الداخلية، وتُسهم بالتهيئة لتَجميل الانقلاب أو التراجع عن القرار.
مع التسريبات، والتصريحات التي لا يُفهم منها سوى أن واشنطن تَعتزم منحَ نظام أردوغان الإخواني دوراً أكبر من حجمه، وأنها بصدد تَكليف الميليشيات الانفصالية وباقي مُكونات مُرتزقتها بمهمات لا قدرة لها على حَملها، يَصير من الواضح فهم أنها تُخطط لأمر آخر تَلتف من خلاله على هزيمة مشروعها، وتَضع باعتبارها أنه قد لا يكون مَضمون النتائج، لكنه – حسب تقديراتها – لا يُخرجها مهزومة، ولا يُفقدها كل الأوراق، ويُبقيها لاعباً يَمنع الحل والاستقرار، ويُهيئ لاحتمالات أخرى يَتجدد معها البحث بمشاريع الفَدرلة والتقسيم.
عندما تتحرك بريطانيا فجأة باتجاه التَّحرش بحزب الله كأحد المُكونات السياسية في لبنان، وعندما يُمارس الغرب ضغطاً سياسياً لمَنع المحيط العربي من العودة إلى سورية، وعندما يَتلكأ الجانب الأوروبي بالاستجابة لملاحظات طهران بجعل الآلية المالية تَخدم طرفيها، يكون جلياً أنّ أمر عمليات أميركي جرى تعميمه على منظومة العدوان، مَضمونه التصعيد، وأدلة صدوره التراجع عن قرار الانسحاب، واللجوء لنظام أردوغان مُجدداً كأداة أطلسية تُستخدم وظيفياً معولَ هدم بالمنطقة مُقابل حوافز ووعود يَبحث عنها ويَستجديها اللص أردوغان!.
في حسابات الرعونة والوهم، يَجوز للحَمقى ما لا يجوز لغيرهم، وقد توهموا أنهم وضعوا مُخططات مُحكمة وأخرى بديلة لها تَستجيب لأسوأ الاحتمالات، غير أنّ حسابات الطرف الآخر – العاقل الواثق الثابت والقوي – وتَقديراته الدقيقة التي لم تُهمل تفصيلاً، ولم تُسقط احتمالاً مهما كانت نسبته ضئيلة، أثبتت صحتها وصوابيتها، ونَثق بأن قمة طهران وضعت لكل أمر حساب، ولكل حركة ضوابط، ولكل تهور رد رادع.
كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 27-2-2019
رقم العدد : 16919

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة