«كل ما فيك هيام، نصوص نجوب معها المدارات, تأخذنا نشوة كلماتها, لنسمع خرير الجداول الصادحة بأغاني الماء والأشواق الملتهبة والهديل المنثور على دروب الحب المزينة بأقواس الجلنار والورد الطالعة تواً لتعانق شمس الحياة….» بهذه الكلمات عرف الناشر المجموعة الشعرية «وكل ما فيك هيام» للشاعرة هيام جابر عبدو الذي جرى حفل توقيعه في المركز الثقافي بحمص بقاعة سامي الدروبي.
قام الأديب سامي الأسعد بقراءة نقدية للمجموعة الشعرية قال فيها: «الديوان جيد تباينت نصوصه بين الجيد والمتوسط, وتميزت لغته بالبساطة نلاحظ وجود بعض الصور المتوهجة وأخرى متوسطة الإشراق, وبعضها خافت و تحاول شاعرتنا أن تجد لها مكانا بين الشعراء الذين يكتبون قصيدة النثر, ولا يسعنا إلا أن نشد على يديها على جرأتها في النشر والطباعة وخروج مجموعتها الشعرية للنور ».
أما الأديب عيسى اسماعيل فتضمنت رؤيته النقدية مايلي: يبدو أن قصيدة النثر لها حضورها الواسع في المشهد الشعري, ليس في سورية فحسب بل في البلدان العربية الأخرى, وبعيداً عن هوية هذه القصيدة التي لا يعترف بها البعض وبمضمونها النثري الغني وبأنها ليست شعرا, بينما يستميت مريدوها بتثبيت هويتها ونسبها إلى الشعر.
وهذا ينطبق على المجموعة الشعرية النثرية للشاعرة هيام بتجربتها بنشر مجموعتها الأولى, تتميز قصائدها باللغة الصافية الرقيقة والمفردات المنتقاة بعناية والسهلة بشكلها لكنها من السهل الممتنع, تتضمن عبارات رشيقة وصوراً شعرية جميلة فيغلب الحب في موضوعاتها, وثمة من تخاطبه الشاعرة تعطيه الحب بمفهومه الإنساني وبكل ما يحمله من حنان وتضحية والفة وعذاب وفرح وابتسام..
فمن قصيدتها «أيها الحب» نقرأ:
في ذمة الله أيها الحب
أشيعك لمثواك الأخير
بدموع غزيرة وقلب مكلوم..
كنت ولداً مدللاً علي
كانت بعض قصائدها أقرب للخاطرة, ينقصها التكثيف اللغوي وعناصر القصيدة النثرية, وترتفع بعض قصائدها النثرية لترتقي إلى مستوى الشعر بجدارة, منها قصيدتها «أمل»:
فنجان قهوتي.. ينبئ بالغياب..
خطوطه المستقيمة
نذير رحيل عطر الهال..
سأعيد احتساءه؟؟ كلُّ صباح
وأرشي العرافة.. لتخلق للتلاقي أسباباً..
ثمة صورة لافتة تمثل التعلق بالأمل, فثمة ما تريده الشاعرة وهي لا تنفك تبحث عنه ولو بنبوءة العرافة, مشهد له عناصره الجمالية:الشاعرة والعرافة وفنجان القهوة.
ثمة عتب وحرمان وعذاب تنضح بها الكثير من قصائد الشاعرة, فالآخر الذي نخاطبه لا يرد.. فنراها تسرد معاناة تمتزج بالأماني وتندب حظاً عاثراً وتنتظر شروقاً لتشرق حياتها… تحس بصوت معاناتها من قصيدتها «ألم»:
سأعيش خذلان هجرك بترف
فقد كان حبك ترفاً..
سأرتدي الفرج قناعاً..
وجهي الذي تعود على الإشراق بك.. لا يليق به الحزن
وثمة قصائد هي (ومضات شعرية) تمثل مشهداً سريعاً خاطفاً كما في قصيدة (أكرهك) لكنه الحبُّ الذي يخفي نفسه خلف الكراهية, فيدهشنا هذا النص الشعري بشفافيته:
قلت أكرهك.. نظرت لعينيك.. ارتسم قلبي
وإذ به أنا.. قلت وداعاً.. كذبتك عيناك
بدمعة تتوسل الوصال..
حمص – مكتب الثورة
التاريخ: الخميس 28-2-2019
الرقم: 16920