بين معركة الفضائح الخاصة ومعركة تمويل الجدار مع المكسيك، يتقلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مشاهد عنف وصراع مستمرة بين أركان الإدارة الأميركية ومسؤوليها، فالرئيس الذي يحط رحاله حالياً في فيتنام، ويأمل في بناء جدار التعجيز مع المكسيك يبدو في حالة من المواجهة بشكل أقوى من قبل مع الديمقراطيين ومشكلة الطوارئ التي أعلنها.
فمجلس النواب الأميركي الذي يهيمن عليه الديمقراطيون صوّت بأغلبية كبيرة على مشروع قانون يلغي حالة الطوارئ الوطنية التي أعلنها ترامب لتمويل بناء جدار على الحدود الجنوبية بهدف وقف الهجرة السرية من المكسيك.
وفي ضربة لمشروعه من داخل حزبه، ذكرت فرانس برس أمس أن أكثر من 10 نواب جمهوريين انضموا إلى الديمقراطيين في تأييد مشروع القانون الذي تم إقراره في النهاية بأغلبية 245 نائباً مقابل 182 أول أمس، وبهذا الإقرار ينتقل مشروع القانون الرامي إلى إلغاء حالة الطوارئ الوطنية السارية بموجب مرسوم رئاسي إلى مجلس الشيوخ حيث الأغلبية في أيدي الجمهوريين ولكن لديه مع ذلك حظوظ كبيرة بإقراره.
وكان ترامب هدد بأن يستخدم للمرة الأولى في عهده الفيتو الرئاسي لوأد مشروع القانون في مهده إذا ما أقره الكونغرس بمجلسيه، وإذا استخدم حق النقض لرد مشروع القانون فسيتعين عندها على الكونغرس كي يتمكن من كسر هذا الفيتو أن يقر المشروع بأغلبية الثلثين في كلا المجلسين وبعدها يصبح مشروع القانون نافذاً من دون الحاجة لتوقيع ترامب عليه.
لكن يبدو من المربك جداً لترامب أن يضطر لاستخدام الفيتو الرئاسي من أجل إنقاذ إجراء يثير غضباً حتى داخل صفوف حزبه.
والمعركة السياسية القضائية التي تعيشها أميركا حالياً ويمكن أن تصل إلى المحكمة العليا، تبدو طويلة بعد تقديم 16 ولاية أميركية شكوى أمام محكمة فيدرالية في كاليفورنيا طعنت فيها بإعلان ترامب حالة الطوارئ، وسيكون كل شيء مرهونا بتفسيرها والمنصوص عليه في قانون صدر في 1976م واعتمد عليه ترامب.
وإلى مسلسل الفضائح الذي يلاحقه، أكدت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الفضائح تطارد ترامب عبر القارات وتغطي على زيارته لفيتنام، موضحة أن الأخير قلق من الفضائح التي سيعلنها محاميه السابق مايكل كوهين خلال شهادة سيدلي بها أمام الكونغرس الأميركي.
وبينت أن القلق من الفضائح قوض محاولات ترامب الذي يزور فيتنام حاليا لعقد قمة ثنائية مع رئيس جمهورية كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون استعراض قوة الولايات المتحدة والإعلان عن صفقات بملايين الدولارات مع الجانب الفيتنامي وجعله يركز على جدول أعمال الزيارة.
وأوضحت أن كوهين سيقدم وثائق إلى لجنة الرقابة في مجلس النواب يقول إنها تثبت أن ترامب ارتكب أفعالاً غير مشروعة، ويصفه فيها بأنه عنصري.. محتال وغشاش.
وبحسب كوهين فالوثائق تشمل واحداً من «11» شيكاً مالياً كتبها ترامب بعد أن أصبح رئيساً للتغطية على فضيحة جنسية تورط بها عام 2005م إضافة إلى فضائح أخرى تتعلق بانتهاكات ارتكبها منذ أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة وأخرى متصلة بالوثائق السرية التي كشف عنها موقع ويكيليكس الإخباري. وسط هذا الضغط حاول ترامب أمس التقليل من خطورة ما سيتم الكشف عنه بتغريدة على تويتر بالقول: كوهين يكذب بهدف خفض مدة سجنه.
ووفقاً لما يثار فإن ما سيكشف عنه كوهين يشكل أحدث ضربة يتلقاها ترامب الذي تتخبط إدارته بالفوضى والانقسامات والاستقالات والخلافات بسبب سياساته.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 28-2-2019
رقم العدد : 16920
