نقترب في أحاديثنا المتكررة بشكل عام عن الأبناء من دائرة الوجع اليومي لكل مرحلة من مراحل العمر فالشكوى تكاد تكون متشابهة حين تقارب عبارة ما هذا الجيل؟ لا يعجبه العجب ..لا يشعر بالمسؤولية تجاه أهله ووالديه تحديدا..
جيل بعضه متطلب جدا يريد كل شيء من ضرورياته وحاجياته دون ان يقدم شيئا من حساب راحته ومزاجه..أناني تجاه مصلحته وغروره ليصبح مصدر نكد وتعب ومجادلة قائمة على القيل والقال وردات الفعل السلبية ضمن طرفي معادلة الأهل والأبناء .
المشكلة اليوم عند بعض هذا الجيل أنه أصبح متمردا لاعتبارات كثيرة ربما أهمها انفتاحه «المفلوش» على معظم الوسائل الاجتماعية والنوافذ العابرة والطارئة والداخلة قسرا إلى عادات وتقاليد ونظام حياة المجتمع دون حذر أو مراقبة والذي من الصعب ضبط نظامه في ظل فوضى الانفتاح. ناهيك عن رفاق السوء وتأثير طاقاتهم السلبية على أقرانهم من زملاء وأصدقاء وإخوة.
بالمقابل هناك الكثير من الأهالي يتباهون بالنعمة التي يلقونها من أبنائهم .. انضباط أدب، قناعة، تفوق، شعور كبير بالمسؤولية، احساس دافئ بوجع الأهل وما يقدمونه لهم .. فترى معظمهم ينبري للعمل ليسد جزءا من فجوة الدخل المتعثر ..ونرى البعض الآخر يجتهد ويدرس ما بوسعه كي يستغني عن الدروس الخصوصية حيث لا طاقة للأهل في دفع أقساطها ..
أبناء متصالحون مع ذواتهم ومقتنعون بواقعهم وظروفهم التي مر عليها الكثير من القسوة والصعوبة والتشتت والحزن والبرد والتعب والجوع والفقدان ومع ذلك لم يضيعوا البوصلة بل كانوا سندا لأهلهم وعونا لمجتمعهم وقدوة لغيرهم .
فالمسألة هنا هي قضية تربية وعادة وسلوك وتراكم معرفي صحيح لا تشوبه شائبة لا في السلم ولا وقت المحن.
معايير مختلفة تنظم علاقات الأهل بالأبناء وتخضع للمزيد من عروض الأمثلة والمقارنة والنقد وتقديم جملة النصائح التي لا تروق في الغالب لمزاج الأكثرية بل على عكس ما هو متوقع مزيد من التوتر والانفعال والعصبية ما يجعل خيبات الأمل تصفع قسمات وجوه حانية بكل ما تعنيه الكلمة حين يكون رجع صدى الأبناء على عكس تيار رغبات الأهل وأمانيهم.
غصون سليمان
التاريخ: الجمعة 1-3-2019
الرقم: 16921