في ظل التجاذبات الحاصلة على خلفية خروج بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي تستمر حالة عدم الاستقرار السياسي في لندن مع اقتراب الموعد المقرر للخروج , وسط حالة من الارتباك والغموض تسود الأجواء خاصة مع حالة الفوضى والاضطراب التي تتخبط بها البلاد جراء الخلافات العميقة وحالة الانقسام التي تعصف بالحكومة والبرلمان , ما ينذر بأن عملية الخروج المنظم تبدو غير مؤكدة في ظل هذه الظروف على الرغم من المساعي الحثيثة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي لاحتواء الأزمة التي تواجهها وإنقاذ «الاتفاق» بعد المرونة التي أبدتها مؤخرا في مجلس العموم , والوعود بإمكانية التأجيل , ما يفتح المجال أمام احتمالات تتراوح بين إبرام اتفاق في اللحظة الأخيرة أو تأجيل الخروج , وربما إجراء استفتاء جديد حول «بريكست» , إلا أن هذا الخيار يبدو أنه لا يروق للكثيرين.
حيث حذر وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون من أن تنظيم استفتاء جديد حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيثير غضب البريطانيين.
ونقلت فرانس برس عن جونسون قوله خلال مؤتمر صحفي في نيودلهي : لا أعتقد أن تنظيم استفتاء جديد سيكون ممكنا , لأن غضب الشعب وضجره سيكون قويا جدا وسيصاب الناس بالجنون من فكرة التصويت مجددا على الأمر.
واعتبر جونسون المؤيد بقوة خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي أن حملة استفتاء 2016 كانت حامية جدا وقسمت البلد في العمق, مؤكدا أن تصويتا ثانيا سيترك الأثر ذاته.
وكان جونسون استقال من حكومة ماي احتجاجا على مشروعها للاتفاق مع الاتحاد الأوروبي الذي ينص على بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الجمركي و» شبكة الأمان « في جزيرة أيرلندا طالما لم تتم تسوية مسألة الحدود بين جمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي ومقاطعة أيرلندا الشمالية التابعة للمملكة.
يشار إلى أن البريطانيين صوتوا خلال استفتاء تاريخي جرى في الـ 23 من حزيران 2016 بنسبة 52 بالمئة لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي , مقابل 49 صوتوا لمصلحة البقاء في التكتل , ورفض البرلمان البريطاني في كانون الثاني الماضي الاتفاق المبرم , وباتت ماي وسط دوامة سياسية وخصوصا مع اقتراب موعد بريكست في 29 آذار الحالي.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 3-3-2019
رقم العدد : 16922
السابق