لا خيار اليوم ولا مهرب أمام الحكومة والجهات المعنية من التوجه نحو الاعتماد على الصناعة وتحقيق التنمية وتخفيف المستوردات في ظل هذه الحرب والمقاطعة والحصار الاقتصادي الغربي الذي وكما يعلم الجميع اصبح يطال أكثر الحاجات الاساسية مثل الغذاء والدواء وحوامل الطاقة..
الدول المعادية لسورية تريدنا ان نصبح دولة فاشلة وان نحقق المزيد من الاستنزاف للقطع الاجنبي والموارد، يريدون أن يأخذوا عبر هذا الضغط ما لم يستطيعوا أن يأخذوه في الحرب وعليه فإن الحالة الراهنة تتطلب من الجهات المعنية اتخاذ حلول وقرارات مصيرية..
الحكومة بدأت فعلا في التوجه نحو الحلول العملية التي فرضتها الظروف الراهنة والأخيرة وعليه فهي بدأت في تنفيذ مشروع احلال المستوردات حيث تم اتخاذ مجموعة من الاجراءات المرافقة فمثلا تم حرف الموازنة العامة للدولة للسير نحو مزيد من الاعتماد على الذات مع التركيز على دعم الانتاج الزراعي وخاصة تربية المواشي وأيضا سجل الشهر المنصرم عودة 3500 منشأة صناعية وحرفية للإنتاج في مختلف المحافظات السورية كما تم الشروع بتنفيذ معمل لتجفيف الحليب وهنا لابد من التوقف عند اهمية هذا الموضوع فالكثير منا لا يعرف ان الخزينة قد خصصت 70 مليون دولار العام الماضي لاستيراد الحليب المجفف وعليه فمن الضروري أن نمضي قدما بمعمل تجفيف الحليب خاصة أن المادة الاولية موجودة ناهيك عن التنمية التي سيحققها المعمل وفرص العمل المباشرة وغير المباشرة التي ستنتج من عمله..
هذا الامر أيضا يمكن أن يشمل مجالات اخرى مثل الورق والإطارات حيث أن كلفة استيراد هاتين المادتين قد وصلت إلى 200 مليون دولار العام الماضي وعليه اصبح من الضرورة التوجه نحو تأمين ولو جزء من حاجتنا محليا..
الظروف الحالية يجب أن تفرض علينا نحن السوريين تغيير سلوكنا الاستهلاكي نحو مزيد من الاعتدال فتخيلوا أن كلفة استيراد البن والشاي قد تجاوزت العام الماضي 79 مليون دولار لذا فإن استمرار عاداتنا الاستهلاكية على ما هي عليه الآن من شأنها أن تلحق بنا الضرر إلا أن هذا الموضوع بحاجة لحملة توعية ضخمة يجب أن تصل إلى كل منزل وأسرة خاصة أننا يجب أن نعتمد مبدأ الاولويات في تأمين مستلزمات حياتنا مع البحث دائما عن البدائل المنطقية والعملية..
على الملأ
باسل معلا
التاريخ: الأحد 3-3-2019
رقم العدد : 16922
