لا يمر يوم دون أن تسجل الإدارة الأميركية المزيد من اللطخات السوداء بتاريخها الدموي الذي لم يعرف إلا العنف والقتل والفتك بالشعوب، بدءاً من إبادة ملايين الهنود الحمر، مروراً بكل الحروب التي خاضتها، وهي حروب عدوانية لم تكن لتحدث لو أن ثمة عقل أو ضمير يحكم السياسات الأميركية، و لكنها سياسة الذرائع والمنافع ، ووضع الهدف الأعلى للإدارات الأميركية، البحث عن الغنائم أينما كانت، والعمل على السيطرة ونهب مقدرات العالم، لايهم النتائج فالغاية تبرر الوسيلة .
ونحن في القرن الحادي والعشرين، ومع هذا الضخ الإعلامي الهائل والعمل على ترويج مصطلحات تبيع وتشتري باسم الانسانية، يستمر الحقد الاميركي على الشعوب التي تقف بوجه مخططاتها ولا تسير بركبها، من سورية إلى كل دولة لا ترضخ للشروط والإذعان الأميركي، وتتبدى سياسات التوحش ضدها (الشعوب والدول ) بصورة لا يمكن لاحد أن ينكرها مهما حاولوا تغليفها، وتقديمها بصيغ وصور أخرى، المهجرين السوريين في مخيم الركبان مثال صارخ على ذلك، الدولة السورية التي اعلنت أنها ترحب بعودة الجميع ، وكل متطلبات حياتهم الحرة الكريمة ستكون موجودة وجاهزة، ولكن قوات الاحتلال الاميركي تمنع العودة و تقف عائقاً بوجه عودتهم إلى وطنهم و تتاجر بهم وتعمل على استخدامهم بشكل دائم أدوات ضغط وابتزاز على الرغم من الظروف القاسية التي يمرون بها، ومع ذلك فهي تمنع عودتهم، بل تصادر ما يرسل إليهم من معونات، ومن ثم يأتي من يتحدث عما يسمونه حقوق إنسان وقرارات دولية، الولايات المتحدة ومن في ركبها هم المسؤولون عن كل ما أحاق بالشعب السوري من جرائم وفظائع، أمام صمت عالمي يجعل المرء يقول بملء الصوت: لا كرامة في هذا العالم ما دامت واشنطن تقوده، ولا حق إلا للقوة، من هنا فمن الضرورة بمكان أن تعمل الدول المستهدفة على تعزيز قوتها والمضي قدماً بمقاومة ومواجهة الأطماع الاميركية، وهي ليست وقفاً على دولة معينة، فما يجري في فنزويلا دليل صارخ على ذلك، ولا أحد يدري إلى أين يصل الامر .
البقعة الساخنة
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 3-3-2019
رقم العدد : 16922
السابق
التالي