جدد عدد من الخبراء الروس التأكيد على أن وجود القوات الأمريكية في سورية غير شرعي مبينين أنها ارتكبت مجازر بحق السوريين وتسببت بمآس لهم.
وأوضح مدير معهد أمريكا وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية فاليري غاربوزوف في حديث لمراسل سانا في موسكو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يلتزم بتعهداته بشأن سحب قوات بلاده من سورية حيث عدل عنها فيما بعد، مؤكدا أن هذه التصريحات لا تختلف عن تصريحات سلفيه باراك أوباما وجورج بوش حول سحب القوات الأمريكية من أفغانستان والتي مازالت باقية هناك حتى يومنا هذا.
وبين غاربوزوف أن الوجود الأمريكي غير الشرعي في سورية تسبب بمآس وأضرار مادية ومعنوية للسكان ومازال الدمار والموت يلاحقان أهالي الرقة والجزيرة السورية وجنوب سورية وفي منطقة التنف حيث لا يسمح الأمريكيون للمهجرين السوريين بالخروج من مخيم الركبان رغم الاتفاق مع الأمم المتحدة على ذلك.
ووصف غاربوزوف سلوك القوات الأمريكية في الأراضي التي يوجدون فيها بأنه «سلوك المحتلين والغازين».
وفي تصريح مماثل اعتبر كبير الباحثين العلميين في المعهد فيكتور سوبيان أن الرئيس الأمريكي لم يتمكن من سحب قوات بلاده من سورية بسبب الضغوط الكبيرة عليه من جانب المتحكمين الفعليين بالإدارة الأمريكية منتقدا التناقض الحاصل داخل الإدارة الأمريكية حول الوجود الأمريكي في سورية.
ولفت سوبيان إلى أن الولايات المتحدة «هي أكبر مصنعي ومهندسي التنظيمات الإرهابية ومن بينها تنظيم داعش الإرهابي» موضحا أن «خبرة واشنطن في صنع تنظيم القاعدة في أفغانستان تؤهلها لتشكيل العديد من المجموعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وغيرها».
وأكد سوبيان أن واشنطن ساهمت بصورة نشطة في تشكيل ودعم وتسليح تنظيم داعش الإرهابي في سورية وهذا ليس سرا على أحد.
بدوره أكد كبير الباحثين العلميين في المعهد فلاديمير باتيوك أن مشكلة الولايات المتحدة على الرغم من القوة الاقتصادية والمالية والعسكرية التي تمتلكها هي في استخدامها التدخل في شؤون البلدان الأخرى المستقلة لفرض إملاءاتها عليها مذكرا بأن الهدف الرئيسي المعلن للولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة هو سعيها لتغيير العالم ليصبح على صورتها ومثالها.
وعزا باتيوك تراجع الولايات المتحدة عن تصريحات رئيسها بسحب قواتها من سورية إلى خشيتها من خسارة حلفائها في المنطقة في إشارة إلى الهزيمة التي لحقت بالتنظيمات الإرهابية.
وأكد باتيوك أن الأمريكيين سيضطرون مهما بلغت قوتهم إلى إخلاء الكثير من المواقع وإلى إجلاء قواتهم من سورية وقد يحتفظون هناك ببعض الأجهزة السرية المكونة من عملاء محليين لا أكثر للاحتفاظ بدور ما في المستقبل.
سانا – الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
الرقم: 16924