هو المشهد ذاته يتكرر من الغوطة والجنوب إلى الشمال السوري, لم يتعظ رعاة الإرهاب مما جرى, ولايعنيهم أن يفعلوا ذلك, مادام المنفذون وقوداً لنارهم, وهم في محصلة الأمر ليسوا إلا أدوات أعيد استعمالها ألف مرة ومرة, ولا يضير المشغل أن يظل يعيد الأمر حتى آخر إرهابي بهم، فالأمر ليس فيه خسارة للمشغل الأساسي مادام لا يرعى عهداً ولا ميثاقاً وقعه, وليس بوارد فعل ذلك, ما جرى في ريفي حماة واللاذقية, ليس خارج الفعل العدواني الذي يغذيه الرعاة من الولايات المتحدة إلى تركيا الضالعة بكل ما يجري, تسليحاً وإعداداً وأحلاماً وطموحات توسعية لو استطاع (بلطجيها) أردوغان أن يعطي الأوامر للمزيد من الأعمال الاحتلالية لفعل وهو يعرف أنه مهما طغى وتجبر فسوف ينكفئ وينكسر ويعود أدراجه, فالأمر ليس لعبة ولا هو عادي مهما كانت قوته العاتية.
كل المواثيق التي وقعها لم تكن إلا محطات تلصص واقتناص للوقت الذي يظن أنه سوف يعمل بصالحه, وإن بإمكانه فعل المزيد في هذا الوقت الذي تم العمل عليه ليكون فترة اختبار, لقد صبر الرعاة الآخرون لمناطق خفض التصعيد وكفى بالصبر, أعطت الحكومة السورية الوقت الذي ربما تجاوز الحد, لكنه الصبر الاستراتيجي من أجل الوصول إلى الحل الذي يجب أن يكون ويجتث الإرهاب من جذوره, سواء كان بالعمل السياسي الذي يجري وفق ضوابط وقواعد السيادة السورية, وما يقرره الشعب السوري, أو الوصول إلى هذه النقطة التي يراها العالم كله.
العدوان لم ينقطع لحظة واحدة, يصعد وفق احتياجات المشغلين وما يقدمونه من دعم لوجستي يظنون أنه قادر على تغيير الوقائع على الأرض, كل يوم تتكشف ألوان من الاسلحة والعتاد الذي كان بحوزة الإرهابيين في المناطق التي حررها الجيش السوري, او المستعمل من قبلهم (الإرهابيين) في عمليات تسللهم وغدرهم كما في الريف الشمالي, ما يعني أن من يدعون حرصهم على الشعب السوري, مازالوا يأملون أن يحققوا ولو شيئاً على أرض الميدان, في نهاية الشوط الذي يعني بكل وضوح أن الاجتثاث بالعمل العسكري لابد أنه قادم، ولن يكون لهم في نهاية المطاف إلا خيار الخروج من الأرض السورية هرباً, أو مواجهة مصيرهم المحتوم, ولن تجدي مخصبات العدوان بشيء مهما فعل رعاتهم.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
الرقم: 16924