استوقفني قول أحد المفكرين عندما قال: «أعتقد أن من المستحيل أن يصل شعب من الشعوب إلى مستقبل سليم دون احترام القيم وإحيائها» وربما في مقولته هذه أصاب عين الحقيقة، ولكن هذا بالطبع لن يتم بجهود فردية أو بين ليلة وضحاها، بل بتعاضد الجهود والجهات المسؤولة جميعها بدءاً من الأسرة الخلية الأولى في المجتمع لتنقل إلى معاهد التعليم والوزارات كافة في نشر ثقافة القيم والعلاقات الإنسانية السليمة المبنية على أسس الاحترام وتقديم الخدمة اللازمة بالطريقة التي تليق بإنسانية الإنسان وكرامته دون التعرض لأي إيذاء قد يؤذي مشاعره أو يحط من شأنه.
واليوم إذ ننظر إلى ماآل عليه حال الكثيرون في ظل تلك المتغيرات التي كادت تقضي على الرمق الأخير من حياته لثقل مايحمله من أعباء على الصعد كافة، الاجتماعية والنفسية والاقتصادية وغيرها، نراه لايعير بالا لتلك القيم التي كان يجب أن تكون بوصلته التي تحكم علاقاته في إطار المجتمع وفئاته كافة، وهذا بدوره مايزيد الأمر سوءا، لتتسع الهوة بين أفراد المجتمع الواحد أو حتى بين أفراد الأسرة الواحدة في العائلة عينها.
وحتى لانغرق في التشاؤم، نقول ليس ضرباً من المستحيل العودة إلى أصالتنا وقيمنا وماأحوجنا إليها اليوم وأكثر من أي وقت مضى، والطريق إلى ذلك ربما ليس معبدا ولكنه ليس مستحيلا، وليبدأ كل منا بنفسه ويتجنب مامن شأنه أن يسيء للآخرين ويحترف الصدق والأمانة والاتقان في العمل، وباختصار أن يعامل الآخرين كما يحب أن يعاملوه، فيكون الانموذج الذي يحفر في ذاكرة الأجيال دربا جديدة نقية عنوانها المحبة والخير والسلام في وطن العزة والكرامة ومجده الذي يطال عنان السماء.
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 5-3-2019
الرقم: 16924