هي دمشق تخطّ بريشة حماة ديارها لوحة النصر الأسطوري ضد جوقة التآمر، فلا عدوان الأمريكي في الشمال يثنيها عن حربها ضد إرهابيي الارتزاق، ولا اعتداءات الإسرائيلي في الجنوب تمنعها أو تؤجل مسيرتها على طريق التحرير والتطهير، ولا حتى نعيق أردوغان حول «المنطقة الآمنة» المزعومة، ولا محاولاته المحمومة لشرعنة وتعويم أذرعه الإرهابية في المنطقة، يزعزع ثوابتها السيادية المبدئية والجوهرية.
بيت القصيد أن كل طرف من أطراف العدوان قد نضح وفضح زيف ادعاءاته حول حرصه على السوريين، وإلا ما معنى أن يقصف التحالف الأمريكي السوريين في منطقة الباغوز في ريف دير الزور بالجزيرة السورية بالفوسفور الأبيض، مخلّفاً شهداء وجرحى من الأطفال والكهول والنسوة، دون إرهابييه الدواعش، الذين لم يكونوا في أي يوم من الأيام في مرمى استهدافه، مع العلم أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها هذه الأسلحة المحرمة دولياً ضد السوريين؟!، وما السرّ في أن يتزامن هذا العدوان في الشمال، مع اعتداءات الإسرائيلي بالقذائف الصاروخية باتجاه المزارع الشمالية لمدينة القنيطرة المحررة، وتحديداً على الجهة الشرقية من خط الفصل بين القوات السورية مع قوات العدو؟!، دون أن ننسى طبعاً خروقات التنظيمات الإرهابية المسلّحة المنتشرة في المنطقة منزوعة السلاح، والتي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأيام القليلة الماضية!.
ما جرى ويجري لم يكن وليد اللحظة، ولم يحدث من فراغ، وإنما هو حلقة من حلقات سلسلة متكاملة، عنوانها العريض، محاولة استهداف سورية، وعرقلة إنجازاتها، وإنقاذ إرهابيي الأنفاق والجحور، ومدّهم بجرعات دعم لإبقائهم قيد العمل لأطول فترة ممكنة، فالأمريكي والإسرائيلي وجهان لعملة عدوانية واحدة، هدفها النيل من الصمود السوري، وإن بدّلوا أدواتهم الإرهابية في الميدان، وأطلقوا عليها من المسميات والتوصيفات ما شاؤوا من نعوت الاعتدال الهوليودي.
ربما هو الخوف من الهزيمة الحتمية، وما ستحمله في طياتها للمعتدين الواهمين، هو من أربك منظومة التآمر، ودفعها إلى اقتراف المزيد من الهجمات الإجرامية، وإلى فرض المزيد من الإجراءات القسرية أحادية الجانب، لا سيما وأن القرار السوري قد اتخذ ولا رجعة عنه، فالنصر وتحرير كل ذرة تراب من براثن الإرهاب التكفيري، هو مسألة لا تقبل النقاش، ولا رجوع عنها على الإطلاق، شاء من شاء، وأبى من أبى، وتلحف بمنظومة ثاد الصاروخية من تلحف، وإن نطحوا رؤوسهم بجدران أوهامهم الفوضوية.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 6-3-2019
رقم العدد : 16925