انسحاب أميركا من معاهدة الصواريخ تهديد للأمن العالمي.. بوتين: الإرهاب الدولي تحدٍّ يواجه البشرية بأسرها.. ويجب محاربته بلا هوادة
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال مرتعاً للتنظيمات الإرهابية، ما ينعكس سلباً على الوضع الأمني في روسيا، داعياً إلى ضرورة تعزيز التعاون وتنسيق الجهود في محاربة الإرهاب.
وقال بوتين أثناء اجتماع لقيادة هيئة الأمن الفدرالية الروسية أمس: الأوضاع في الشرق الأوسط وبعض المناطق الأخرى لا تزال معقدة، ولا تزال هناك بؤر عنف وعدم استقرار، ما يشكل أرضية لنشاط التنظيمات الإرهابية، ولا سيما في الأراضي الروسية.
وأشار بوتين إلى أن عدد المخططات الإرهابية التي تُفشل سنوياً في روسيا لا يزال مرتفعاً خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، أي نحو 20 هجوماً كل عام، مشدداً على أن العمل في التصدي لهذه المخططات مهم وحساس للغاية وثمن الخطأ باهظ.
ولفت بوتين إلى ضرورة استمرار الحرب على الإرهاب بلا هوادة، مضيفاً أنه يجب الاستفادة من أساليب جديدة للتعامل مع هذه المخاطر وتكثيف الجهود الوقائية للكشف عن الإرهابيين والمتواطئين معهم وإغلاق قنوات تسليح وتمويل المتشددين والتصدي للأنشطة الدعائية المتطرفة.
وتابع الرئيس الروسي أن روسيا كانت وستظل منفتحة للتعاون بشكل وثيق وموثوق به مع كل الدول في مجال مكافحة الإرهاب، مهما كانت العلاقات معها، مشدداً على أن الإرهاب الدولي تحدٍّ يواجه البشرية بأسرها.
إلى ذلك، حذر بوتين من أن استخبارات أجنبية تسعى إلى تكثيف أنشطتها ضد روسيا وتحاول التأثير في الأحداث داخل البلاد والوصول بجميع الطرق إلى معطيات سياسية واقتصادية وعلمية وتكنولوجية حساسة، ما يتطلب مزيداً من اليقظة من هيئة الأمن الفدرالية الروسية.
وقال بوتين إن الأمن الروسي كشف خلال العام الماضي قرابة 600 جاسوس أجنبي داخل البلاد، موضحاً أن العمليات الناجحة توجت بوقف أنشطة 129 موظفاً، و465 وكيلاً لأجهزة الاستخبارات الأجنبية.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن عدد الهجمات السيبرانية المنسقة التي تعرضت لها المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى في البلاد ارتفع خلال السنوات الثلاث الماضية، ليبلغ 17 ألف هجوم العام الماضي.
ووصف بوتين هذه الهجمات بأنها عمليات واسعة النطاق مخطط لها سابقاً من شأنها إلحاق ضرر بالمصالح القومية للدولة»، مضيفاً: علينا أن نكون مستعدين لأن هذا الهجوم السيبراني على روسيا سيتواصل، وستبرز التهديدات الناجمة عنه، ومن المهم اتخاذ إجراءات وقائية إضافية لحماية البنى التحتية المعلوماتية الحساسة وتطوير النظام الحكومي الخاص برصد الهجمات ومنعها وإزالة عواقبها.
وانتقد بوتين مرة أخرى قرار الولايات المتحدة الانسحاب من معاهدة التخلص من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى المبرمة عام 1987، مشدداً على أن هذا القرار يشكل خطوة مباشرة لزعزعة منظومة المعاهدات في مجال الأمن الدولي، ويؤدي من دون أدنى شك، إلى تغيير الأوضاع العملياتية نحو الأسوأ.
وفي سياق مواز أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو تحتفظ بحق الرد في حال نشرت الولايات المتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في مختلف المناطق حول العالم.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان في أبوظبي أمس إن الرئيس بوتين أكد أنه في حال بدأت الولايات المتحدة بعد انسحابها من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى بنشر الصواريخ المحظورة حتى الآن بموجب هذه المعاهدة في مختلف المناطق من العالم، فنحن نحتفظ بحقنا في القيام بنفس الشيء أينما ظهرت الصواريخ الأمريكية، حتى تظهر في تلك المناطق صواريخنا أيضا.
وأشار الوزير في معرض حديثه عن الانهيار المحتمل لمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى إلى أن هذا ليس خيارنا، هذا خيار الولايات المتحدة التي تشعر بعدم الرضى عن التوجهات الموضوعية للتطور العالمي، حيث تتبلور منظومة جديدة للعلاقات الدولية، وهي غير استعمارية وغير إمبريالية وخالية من الإملاءات والإنذارات.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 7-3-2019
رقم العدد : 16926