يقول: بن ويدمان عن رحلته إلى منطقة الجزيرة السورية ولقائه مع عوائل فلول الداوعش الإرهابين الفارين من سورية بعد أن تم القضاء على التنظيم الإرهابي بشكل نهائي ففي لقائه مع إحدى الإرهابيات الفارات، قال بن ويدمان كانت مغطاة من الرأس إلى أخمص القدمين باللون الأسود. قالت وهي تعرف باسم أم بسام إنها في الخامسة والعشرين من العمر، وأم لأربعة أطفال وأرملة بعد مقتل زوجها أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي.
في كل مكان حولها يقول ويدمان: كان هناك مجموعات من نساء أخريات لهن نفس القصص، اللواتي يرتدين السواد، وجوههن مخبأة، مع أطفالهن جالسين بجانبهن.. ومع كل هذه التعاسة وخيبة الأمل بعد سقوط هذا التنظيم الإرهابي الذي روع العالم، قالت هذه المرأة الإرهابية إن تنظيم داعش الإرهابي هو في أيامه الأخيرة وهو الآن على فراش الموت وهو فعلاً يموت، وكانت أم بسام الإرهابية تتحدث من مكان غير واضح في السهول السورية الشرقية، وقد تم نقلها ومئات من النساء والأطفال الآخرين بالشاحنات من ضواحي باغوز.
أحد المسؤولين الأمريكيين العاملين ضمن القوات الأمريكية في شمال سورية قال: إن أكثر من ألف مدني غادروا جيب تنظيم داعش الإرهابي الأخير خلال الأيام الماضية، وانضموا إلى أكثر من عشرة آلاف فروا في الأسابيع الأخيرة. وطبعاً سينتهي بهم الأمر في النهاية إلى الاعتقال لجرائمهم الإرهابية.
تجلس أم بسام الإرهابية حيث أطلق عليها هذا الاسم من قبل عناصر التنظيم الإرهابي، وهي من أنصار هذا التنظيم الإرهابي، ومع أبنائها الأربعة تم إجلاؤهم من آخر بلدة في شرق سورية، وقد اعترفت المرأة الداعشية وقالت إن زوجها الذي وصفته بأنه (مدير) لتنظيم داعش الإرهابي وهو الذي قُتل في غارة جوية في الرقة منذ عامين. وعندما سُئلت عن سبب رغبة الكثير من الناس في التحرر من تنظيم داعش الإرهابي خلال معركة طرد داعش من الموصل قبل سنتين وقالت: (كانوا مزارعين). (كانت نساؤهن يرتدين اللون الوردي والأحمر ولم يقمن بتغطية وجوههن، وعندما وصلت أجبر تنظيم داعش الإرهابي النساء على التستر ولم يعجبهن ذلك، كان التنظيم قاسياً وعنيفاً مع النساء والأطفال لدرجة لا يمكن تصورها وكانوا يخيفون ويرهبون الناس بمقاطع الفيديو والتي تظهر بالتفاصيل الرهيبة قطع الرؤوس والحرق وعمليات الإعدام الجماعية؟ (نعم، لقد كانوا مرعبين وصادمين) وفعلوا كل المحرمات والانتهاكات بحق البشر والحجر. كما تم إيقاع أيديولوجيا تنظيم داعش الإرهابي في بعض نفوس الشباب المراهقين وإغوائهم بشعارات دينية كاذبة.
يقول بن ويدمان عن شاب يدعى محمود كما سماه التنظيم الإرهابي والبالغ من العمر 15 عاماً، وعندما سُئل كيف انتهى به الحال إلى تنظيم داعش الإرهابي، أجاب: (إن الفكر المتطرف والفهم الخاطئ للدين هو من جلبنا إلى باغوز وإلى أيدي المجرمين). هذا وتطرح عودة الإرهابيين الأوربيين وعائلاتهم إلى أوربا مخاوف لدى السلطات الأمنية في الدول الغربية، إذ يرى مسؤولون أمنيون أوربيين أنهم تلقوا تدريبات وحصلوا على مهارات وقدرات تجعلهم يشكلون خطراً أمنياً كبيراً. وبعد أعوام من انضمام الإرهابيين إلى صفوف تنظيم (داعش) الإرهابي تأبى بلادهم إعادتهم بعد جرائمهم ضد الإنسانية التي ارتكبوها حتى أصبحوا معلقين بلا هوية، وتتحمل البلدان العربية تبعات أعمالهم.
وفي وقت سابق، طالب ترامب عبر (تويتر)، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بـ (استعادة أكثر من 800 من إرهابيي داعش تم أسرهم في سورية، وتقديمهم للمحاكمة)، مهدداً بأن الولايات المتحدة ستضطر إلى إطلاق سراحهم في حالة عدم استردادهم. واشنطن نفسها التي دعت الدول الأوربية إلى تسلّم مواطنيها، رفضت عودة الإرهابية هدى مثنى إلى بلادها مرة أخرى. حيث قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، في تغريدة له وأعطى تعليمات لوزير الخارجية مايك بومبيو، بعدم السماح لهدى مثنى بالعودة إلى أمريكا. ووفق وسائل إعلام أمريكية فإن مثنى، هي من ولاية ألاباما الأمريكية، سافرت إلى سورية قبل 5 سنوات للالتحاق بتنظيم داعش، وتزوجت من 3 رجال، وتقول إنها نادمة على ما فعلته وتتوسل أن يسمح لها بدخول أمريكا مجدداً. كما وضع وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر شروطاً أمام استعادة برلين مقاتليها المنخرطين في صفوف (داعش)، والمحتجزين في سورية وقال زيهوفر: (لتحقيق المصالح الأمنية لبلدنا، لا بد للحكومة الاتحادية أن تضع شروطاً لإتمام عملية استعادة المقاتلين الحاملين للجنسية الألمانية والمحتجزين في سورية).
وأوضح أن (كل حالة يجب أن تفحص على حدة، قبل أن يوضع الشخص في الطائرة التي ستقله لألمانيا). وأكد ضرورة (معرفة هوية كل مقاتل بشكل كامل، والتأكد من أنه لا يمثل خطراً أمنيا). وأضاف وزير الداخلية الألماني: (لا بد أن تكون الاتهامات الموجهة لكل مقاتل واضحة قبل استعادته، ومضى قائلاً: (لا بد من منع مقاتلي داعش من حاملي الجنسية الألمانية، الذين ارتكبوا جرائم كبيرة إبان قتالهم في صفوف التنظيم الإرهابي من التحرك بحرية في بلادنا)، وتابع: (لا نريد أن نستعيد أشخاصاً خطرين قبل أن نتأكد بشكل كامل من إمكانية احتجازهم في ألمانيا فور وصولهم، يجب أن تكون صادرة بحق كل مقاتل ارتكب جرائم خطيرة مذكرة توقيف من القضاء الألماني قبل استعادته).
أما فرنسا من بين أكثر الدول قلقاً من عودة الأجانب المنضمين لصفوف داعش إلى بلدانهم، إذ شهدت سلسلة من الهجمات التي كان وراءها تنظيم داعش، ومن بينها الهجوم الدامي في باريس في تشرين الثاني 2015 الذي أدى إلى مقتل 130 شخصاً. ووفق مصادر أمنية فرنسية، فإن باريس يمكن أن تستعيد 130 شخصاً، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن أن هؤلاء يشملون 70 إلى 80 طفلاً يحتجزون مع أمهاتهم وقالت وزيرة العدل في الوقت الحالي لسنا مؤهلين لاستعادة المئات من مقاتلي داعش، موضحة أن فرنسا ستعيد المقاتلين على أساس مبدأ (كل حالة على حدة).
وأضافت بيلوبي: (هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأمريكي، ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي، وكانت الواقعة الأشهر لـ (شاميما بيجوم) الفتاة البريطانية الشهيرة الملقبة بـ (عروس تنظيم داعش الإرهابي) التي انضمت إلى تنظيم داعش الإرهابي منذ 4 سنوات قبل أن تفر من ويلات الحرب.
وقالت أسرتها إنها (أنجبت طفلاً مطالبة لندن بإعادتها مع طفلها، غير أن الداخلية البريطانية أسقطت عنها الجنسية رافضة عودتها، وأكدت لندن أنها لن تقبل عودة عناصر تنظيم داعش الارهابي، وشددت على ضرورة محاكمة المسلحين الإرهابين الأجانب في المكان الذي ارتكبوا فيه جريمتهم. وقال وزير الأمن البريطاني بين و وليس، في تصريحات سابقة، إن حكومة بلاده لن (تخاطر بأرواح مواطنيها لاستعادة الدواعش المحتجزين في سورية والعراق). كما أكد وزير الداخلية البريطاني ساجيد جاويد أنه (لن يتردد) في منع عودة البريطانيين المنتمين لداعش)، وقال: (بصفتي وزير للداخلية، فإن أولويتي هي ضمان سلامة وأمن هذا البلد ولن أسمح بتعريضه للخطر).
أما المتحدث باسم رئيس الوزراء الدنماركي مايكل ينسن أعلن، رفض بلاده استقبال مقاتلي تنظيم داعش الارهابي، قائلاً إن (الحديث يدور عن أخطر أشخاص في العالم، ولذا لا ينبغي لنا أن نستقبلهم). وأشار ينسن إلى أن قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من سورية الذي أعلن عنه في كانون الأول الماضي، سابق لأوانه، لأن الوضع في البلاد لا يزال غير مستقر.
عن السي ان ان
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الاثنين 11-3-2019
الرقم: 16928