التطبيع في خدمة الصفقة..!

يبدو أن الرئيس الأميركي المأزوم دونالد ترامب في عجلة من أمره لاستكمال التزاماته للإسرائيليين بخصوص ما يعرف بصفقة القرن التي تسعى إلى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حيث ينشط هذه الأيام مستشار ترامب جيسون غرينبلات وصهره جاريد كوشنر «عراب» الصفقة على خط تهيئة الظروف الملائمة لها سياسياً واقتصادياً وتسويقها تحت عنوان مخادع «خطة السلام الأميركية المستقبلية للشرق الأوسط».
من الواضح هنا أن التحركات الأميركية الجديدة غايتها تقديم الدعم السياسي للإرهابي المأزوم داخلياً بنيامين نتنياهو المقبل على انتخابات صعبة في الكنيست، حيث يواجه احتمالات تصدّع تحالفه الحكومي الهش لمصلحة تحالف صهيوني جديد يدعي الوسطية، في الوقت الذي يحتقن فيه الشارع الفلسطيني بسبب إجراءات الاحتلال العقابية والقمعية والعدوانية، ويواصل كفاحه السلمي من خلال «مسيرات العودة» لإفشال المخططات الصهيوأميركية المدعومة بتواطؤ «عربي» تمت ترجمته بخطوات لا يمكن وضعها إلا في إطار الهرولة المجانية على طريق التطبيع.
فالاجتماع المغلق الذي جرى في الأمم المتحدة مؤخراً تحت العنوان نفسه أي «خطة السلام الأميركية» المزعومة لم يقدم أي تفاصيل مفهومة، رغم تأكيد الجانب الأميركي بأن الخطة «مفصلة للغاية»، الأمر الذي يشي بوجود اتفاقات أو تفاهمات خلف الكواليس مع بعض الأطراف العربية تنتظر الوقت المناسب للإعلان عنها.
فبين الفَينَة والأخرى يُثار موضوع التطبيع مع الكيان المحتل باعتباره شرطا أساسيا لتحقيق «السلام» المزعوم في المنطقة على حين يتم التعتيم وتجاهل الشروط العربية ومنها عودة الأرض واللاجئين..إلخ، وتتكشف اتصالات جديدة بين مسؤولين صهاينة وعرب، ويتم الإعلان عن زيارات لمسؤولين صهاينة لعواصم عربية، وهو ما يمكن وضعه في إطار تهيئة المناخات السياسية لخطوات أكثر وقاحة في هذا المجال، في مقابل الحديث عن مكاسب اقتصادية هزيلة ستقدم للفلسطينيين من أجل القبول بالصفقة.
وقد نشهد في المرحلة القادمة وقاحة أكثر في تطبيع بعض العرب مع إسرائيل، ولاسيما أن الوضع العربي الهش يساعدهم على السقوط أكثر، ولكن يبقى الرهان على الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه وبالمحور الداعم له وهما الطرفان الوحيدان اللذان يحسب لهما الحساب عندما تكون يتعلق الأمر بفلسطين.
عبد الحليم سعود

 

التاريخ: الأثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928

آخر الأخبار
خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس