يبدو أن الرئيس الأميركي المأزوم دونالد ترامب في عجلة من أمره لاستكمال التزاماته للإسرائيليين بخصوص ما يعرف بصفقة القرن التي تسعى إلى تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، حيث ينشط هذه الأيام مستشار ترامب جيسون غرينبلات وصهره جاريد كوشنر «عراب» الصفقة على خط تهيئة الظروف الملائمة لها سياسياً واقتصادياً وتسويقها تحت عنوان مخادع «خطة السلام الأميركية المستقبلية للشرق الأوسط».
من الواضح هنا أن التحركات الأميركية الجديدة غايتها تقديم الدعم السياسي للإرهابي المأزوم داخلياً بنيامين نتنياهو المقبل على انتخابات صعبة في الكنيست، حيث يواجه احتمالات تصدّع تحالفه الحكومي الهش لمصلحة تحالف صهيوني جديد يدعي الوسطية، في الوقت الذي يحتقن فيه الشارع الفلسطيني بسبب إجراءات الاحتلال العقابية والقمعية والعدوانية، ويواصل كفاحه السلمي من خلال «مسيرات العودة» لإفشال المخططات الصهيوأميركية المدعومة بتواطؤ «عربي» تمت ترجمته بخطوات لا يمكن وضعها إلا في إطار الهرولة المجانية على طريق التطبيع.
فالاجتماع المغلق الذي جرى في الأمم المتحدة مؤخراً تحت العنوان نفسه أي «خطة السلام الأميركية» المزعومة لم يقدم أي تفاصيل مفهومة، رغم تأكيد الجانب الأميركي بأن الخطة «مفصلة للغاية»، الأمر الذي يشي بوجود اتفاقات أو تفاهمات خلف الكواليس مع بعض الأطراف العربية تنتظر الوقت المناسب للإعلان عنها.
فبين الفَينَة والأخرى يُثار موضوع التطبيع مع الكيان المحتل باعتباره شرطا أساسيا لتحقيق «السلام» المزعوم في المنطقة على حين يتم التعتيم وتجاهل الشروط العربية ومنها عودة الأرض واللاجئين..إلخ، وتتكشف اتصالات جديدة بين مسؤولين صهاينة وعرب، ويتم الإعلان عن زيارات لمسؤولين صهاينة لعواصم عربية، وهو ما يمكن وضعه في إطار تهيئة المناخات السياسية لخطوات أكثر وقاحة في هذا المجال، في مقابل الحديث عن مكاسب اقتصادية هزيلة ستقدم للفلسطينيين من أجل القبول بالصفقة.
وقد نشهد في المرحلة القادمة وقاحة أكثر في تطبيع بعض العرب مع إسرائيل، ولاسيما أن الوضع العربي الهش يساعدهم على السقوط أكثر، ولكن يبقى الرهان على الشعب الفلسطيني المتمسك بحقوقه وبالمحور الداعم له وهما الطرفان الوحيدان اللذان يحسب لهما الحساب عندما تكون يتعلق الأمر بفلسطين.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 11-3-2019
رقم العدد : 16928