تتجه الأنظار من الآن وتتسع دائرة التفاؤل بموسم وفير من الحبوب بعد الهطولات المطرية التي تجاوزت في بعض المناطق معدلاتها السنوية.
ويمكن القول إن موسم الحبوب هو أيضاً معركة في هذه الظروف الصعبة وأحد أشكال التحديات التي يواجهها الشعب السوري عبر تمتين الخندق الاقتصادي، وقد أثبتت وقائع العمل في القطاع الزراعي منذ بدء الحرب العدوانية الظالمة على سورية حقيقة أن سورية تحقق أمنها الغذائي بفضل سياستها الحكيمة، وكانت من أوائل دول المنطقة التي تصدر القمح في السنوات الماضية وبالرغم من الظروف المناخية الصعبة وقلة الموارد المائية فما زالت سورية توفر الأمن الغذائي بفضل اليد المنتجة والعقل المفكر وتضافر الجهود، حيث تضع المؤسسة العامة للحبوب بمؤازرة وزارة الزراعة والاتحاد العام للفلاحين أفضل الأساليب التي من شأنها استلام المحصول من المنتجين وهذا كله يجسد الاهتمام بالزراعة والمنتجين وإعطاء الأولوية للقطاع الزراعي لأن هذا القطاع هو قطاع مهم في الاقتصاد الوطني ويجب أن يستمر قوياً فهو الذي يؤمن الأمن الغذائي ويشغل أكثر من /50/ بالمئة من العمال والفلاحين ولذلك أيضاً كان التأكيد دائماً على أن قطاع الزراعة لن يعيش على قوانين السوق المطلق وإنما هو قطاع مدعوم بامتياز.
واليوم بعد أن أدرك الجميع بعد الحرب العدوانية الظالمة على سورية أن المستهدف هو المواطن السوري بالتالي علينا أن نفهم من أين يجب أن يكون غذاؤنا حتى يمكن أن نتخذ القرار المستقل ونحقق أمننا الغذائي بأيدينا.. كما أن المواطن السوري أدرك أيضاً أن ثمة منعكسات طبيعية لهذا الواقع على الاقتصاد الوطني وقد عانى الجميع من ارتداداتها على الحياة المعيشية وكان لابد من التغلب على الصعاب، والرهان على أن تبقى الحياة مستمرة بالإرادة الصلبة، ويتسلح المواطن بثقته وإيمانه العميق بحتمية الانتصار وعودة الخير إلى سورية كما كانت دائماً.
من هنا يبدو التفكير والاستعداد المبكر لموسم الحبوب مشروعاً لضمان نجاحه والحصول على كل حبة قمح لأن القمح سلاح قوي في المواجهة ولا سيما مواجهة الحرب الاقتصادية.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 12-3-2019
الرقم: 16929