الملحق الثقافي:
كان أندريه بروتون عضواً أصلياً في مجموعة دادا التي بدأت عملها، وقادت الحركة السريالية في عام 1924. وفي نيويورك، قام بروتون وزملاؤه بتنظيم المعارض السريالية التي قدمت أفكاراً عن التلقائية وصناعة الفن البديهي إلى أول تعبيرية مجردة. كان يعمل في وسائل الإعلام المختلفة، مع التركيز على الفن التصويري والطباعة وكذلك تأليف العديد من الكتب. ابتكر بروتون طرقاً يمكن من خلالها دمج النص والصورة من خلال تكوين الصدفة لإنشاء مجموعات صور شعرية جديدة. كانت أفكاره حول الوصول إلى اللاوعي واستخدام الرموز للتعبير عن الذات بمثابة لبنة مفاهيمية أساسية لفنانين من نيويورك في الأربعينيات.
كان بروتون عضواً رئيسياً في مجموعة دادا ومؤسس السريالية. كان مكرساً لصنع الفن الطليعي ومعروفاً بقدرته على توحيد الفنانين المتباينين من خلال المطبوعات ومهام تنظيم المعارض.
صاغ بروتون البيان السريالي في عام 1924، معلناً أن السريالية هي «آلية ذاتية خالصة»، تؤثر بعمق على منهجية وأصول الحركات المستقبلية، مثل التعبيرية المجردة.
واحد من المعتقدات الأساسية لبروتون في الفن كان بمثابة احتجاج ضد الحرب، والذي أعلنه خلال الحرب العالمية الأولى. هذه الفكرة اكتسبت قوة خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها، عندما كان الفنانون التعبيريون التجريديون في وقت مبكر يخلقون أعمالاً لإظهار غضبهم من الفظائع التي تحدث في أوروبا.
ولد أندريه بروتون في قرية صغيرة، رغم أن عائلته انتقلت إلى ضاحية باريسية بعد فترة وجيزة. تفوق في المدرسة. قرأ الإبداعات الفرنسية، مثل تشارلز بودلير، وستيفن مالارميه والكتاب الرومانسيين الألمان. بحلول عام 1912، كان لبروتون معرفة قوية بالفن المعاصر وبدأ في دراسة الأناركية كحركة سياسية. وبينما كان يحب الفنانين الفرنسيين، مثل غوستاف مورو، بدأ يفصل نفسه عن إيمانهم بـ «الفن من أجل الفن»، لصالح الفن الذي استهدف الجماهير.
كان بروتون جزءاً من حركة دادا في عام 1916، لكنه سرعان ما بدأ في عقد أول الاجتماعات السريالية. قادته الأفكار التي كانت لديه كجزء من حركة دادا إلى التحرك: «اترك كل شيء. اترك دادا. اترك زوجتك. اترك عشيقتك. اترك آمالك ومخاوفك. اترك أطفالك في الغابة. اترك المادة للظل. اترك حياتك السهلة، اترك ما تعده للمستقبل. انطلق على الطريق». وقد عرّف بروتون، الذي كان متأثراً بالنظريات النفسية، السريالية بأنها «روحية تلقائية صافية، يتم من خلالها التعبير، إما شفهياً أو كتابةً أو بأي طريقة أخرى، عن الفكر الحقيقي للفكر. إملاء الفكر، باستثناء أي انشغال جمالي أو معنوي». في البيان الأول للسريالية (1924)، أعلن بروتون أن المبدأ الأساسي للحركة الجديدة كان نفسياً، والذي كان يعني من خلاله الفكر المحرّر من «أي سيطرة تمارس من قبل العقل، وهي معفاة من أي قلق جمالي أو أخلاقي». تعتمد السريالية «على الإيمان بالواقع الأعلى لأشكال معينة من الأشياء التي كانت مهملة سابقاً، أي القدرة الكلية للحلم، في اللعب الفكري غير الهادف».
في البيان الثاني، ذكر بروتون أن السرياليين يسعون إلى تحقيق «نقطة ذهنية»، والتي من خلالها يظهر الحياة والموت، والعقل والخيال، الماضي والمستقبل، ولم يعد ينظر إليها على أنها تناقضات. بعد كتابة بيانات السريالية، استمر بروتون في نشر قصائده، وخلال ثلاثينيات القرن العشرين نشر العديد منها. وشملت هذه الحب المجنون – التي استخدمت أسطورة سندريلا. واشتهر بروتون أيضاً بنثره، وتسمى إحدى القطع الشهيرة باسمه Nadja (1928)، وهي صورة لبروتون وامرأة مجنونة، ومريضة. يشير العنوان إلى اسم المرأة وبداية الكلمة الروسية للأمل.
من 1927 إلى 1935 كان بروتون عضواً في الحزب الشيوعي الفرنسي . على الرغم من أنه اصطدم مع الحزب إلا أنه بقي ملتزماً بالماركسية. في حزيران وتموز 1938، تعاون مع ليون تروتسكي، الثوري الروسي المنفي، في المكسيك في كتابة «بيان رسمي لفن ثوري مستقل» غير عادي. ويبقى هذا الإعلان هو أكثر التعبيرات البليغة التي تم إنتاجها من القواسم المصالح المشتركة بين الفنان والماركسي الثوري. بدأ البيان: «بدون أي مبالغة يمكن للمرء أن يقول إن الحضارة الإنسانية لم تتعرض من قبل إلى الكثير من الأخطار». وخلص الإعلان إلى: «أهدافنا: استقلال الفن من أجل الثورة ؛ الثورة – من أجل تحرير الفن مرة واحدة وإلى الأبد». عندما احتل النازيون فرنسا، هرب بروتون إلى الولايات المتحدة مع مارسيل دوشامب وماكس إرنست. شغل هناك وظيفة البث ورتب لمعرض السريالية في جامعة ييل في عام 1942. توفي أندريه بروتون في باريس في 28 أيلول 1966.
التاريخ: الثلاثاء12-3-2019
رقم العدد : 16929