استوقفتني المناظر… وعادت بي الذاكرة إلى زمن قريب… زمن سورية الجميلة بحيثياتها وتفاصيلها وعاداتها… وخيراتها التي لا تعد ولا تحصى..
مناظر العائلات المتوقفة على جانبي الطريق وتوغلها في الأراضي الزراعية للاستمتاع بالطبيعة والبحث عن الكمأة…
أجزم هنا أن الهدف ليس فقط (الكمأة)… بل أبعد من ذلك بكثير… بعد له علاقة بعودة الأمان والاستقرار الذي غرس الطمأنينة في النفوس… وعودة الحياة الطبيعية إلى سابق عهدها… فالطرقات العامة مزدحمة… ومحطات الوقود (عامرة) بالبنزين… والاستراحات مفتوحة تستقبل زوارها المسافرين…
هي سورية… المتخصصة بمزايا تفضيلية عن باقي البلدان… بخيراتها المتنوعة وطبيعتها الخلابة… والتي حاول (الأعداء) إطفاء النور الصادر منها… لتنير العالم أجمع… هي قلب العالم بموقعها وتنوع مواردها…
غداً ندخل العام التاسع من الحرب التي فرضت على سورية… حرب ظالمة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً بقذارتها وأدواتها… مع حصار جائر طال كافة الجوانب الاقتصادية… ورغم ذلك نحن اليوم أقوى… وسنخرج إلى عتبة النهوض لتعانق سورية شمسها المضاءة التي تمنح النور للكواكب…
المتآمرون لم يدركوا أن سورية لا يمكن حصارها… والذي يحاول حصارها إنما يحاصر نفسه… ألم نقل إنها قلب العالم… ألم يعترف الغرب بمركزيتها ومحورها وحضارتها…؟؟
سورية التي انطلقت منها الأبجدية وأقدم بلد سكنه الإنسان لن تتداعى أمام أطماع (الحاقدين) وستبقى منارة العالم…
تسع سنوات من الإرهاب المتعدد الجنسيات… وما زالت سورية عامرة بأسواقها… وتنوع خيراتها… وعمل مؤسساتها وفعلها الإيجابي على المستوى الدولي والإقليمي… وهذا ما كان ليكون لولا شعب مقاوم جبار احتضن جيشه… وبهذا التلاحم الأسطوري سقطت الأوهام… وتربعت النخوة على الصدور…
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 13-3-2019
الرقم: 16930