ثورة أون لاين- ديب علي حسن:
كان الهندي الأحمر صادقا حين قال : ما أوقح هؤلاء الأميركيين , وأغزر دموعهم فوق جثث ضحاياهم , منذ خمسة قرون ونصف ومازال إجرامهم مستمرا من الولايات المتحدة إلى ما تسميه حديقتها الخلفية (أميركا اللاتينية ) إلى كل بقعة في العالم ,عدوان دائم ومتجدد ومستمر بكل ما فيه , أميركا التي تبعد عنا أكثر من عشرة آلاف كم , ومع ذلك تمد أدواتها العدوانية لتصل إلينا , لم تترك مكانا إلا ولها فيه بصمة عدوانية كارثية , المشهد مستمر ودائم , وما تأسس على العدوان لن يكون قادرا على الخروج مما تاسس عليه .
الإدارة الاميركية التي تتباكى على الحريات والديمقراطيات وما تسميه حقوق الإنسان هي التي تضرب بهذه الحقوق عرض الحائط , بل تهينها وتجعلها ألعوبة لايمكن لأحد أن يصدق أنها فعلا تعمل من أجل الحريات و فكيف يستقيم قصف المدنيين الأبرياء بالفسفور , وتدمير البنية التحتية في الجزيرة السورية , كيف يمكن أن تكون صادقة وهي التي تحرم فنزويلا من مقدراتها وتعمل على تخريبها , كيف يمكن أن نصدق أنها تقود العالم الحر , وهي تحاصر سورية , وتمنع النازحين السوريين في مخيم الركبان من العودة إلى وطنهم وقراهم ؟
كيف نصدقها , وعشرات المقابر الجماعية التي تكتشف كل يوم ويد الغدر الأميركية هي الوالغة بذلك , الامر لايحتاج عبقرية أبدا , إنها سياسة المقابر الجماعية في العالم , وعلى ما يبدو أن العالم الجيد بالنسبة لها , هو العالم المملوء بالمقابر الجماعية , والواقع يدل على ذلك .
السابق
التالي