الرسالة ثلاثية الأبعاد..

إذا بدأنا بالاعتبار من تجربة الجيش في القتال.. وهي تجربة تتجاوز بأهميتها التدريب المبرمج والمناورة.. فإن الجيوش الثلاثة.. الإيراني والعراقي والجيش العربي السوري.. تشكل أهم قوة عسكرية إقليمية في منطقتنا، وقد تتجاوز الإقليم والمنطقة، لتأخذ اعتباراً عالمياً.
الجيوش الثلاثة لم تنفض أيديها بعد من المعارك مع شتى أنواع الإرهاب والإرهابيين وداعميهم.. بل هي منهمكة بهذه المعركة بكل جدية واستمرارية، وهي إلى ذلك.. جيوش مسلحة ولديها العديد والعتاد الممتاز..
تقارب الجيوش الثلاثة إلى المستوى الذي عبر عنه اجتماع دمشق لرؤساء الأركان.. ينشر رسالة لمن قد تفوته الرؤية المباشرة للواقع العسكري في المنطقة!! وهي الرسالة التي تحدد البعد الأول للاجتماع المذكور.. رسالة تقول بوضوح: نحن هنا.. كقوة عسكرية مقاتلة لا يمكن ببساطة تجاوزها والقفز من فوق المصالح التي تحميها للدول الثلاث وشعوبها.
البعد الثاني.. هو بعد المصالح المشتركة للدول الثلاث.. وهي تتمثل بوحدة أراضيها وسيادتها واستقلالية قرارها.. وأنها متعاونة متكاتفة لحماية هذه المصالح والدفاع عنها والقتال من أجلها.
البعد الثالث.. لا تسامح ولا تخاذل ولا تراجع في مواجهة كل من يهدد مصالح أي من الدول الثلاث.. وبالتالي هي رسالة موجهة للإرهاب أولاً… ومن يدعمه ثانياً… وثالثاً لمن يتخذ من قواته موقع المحتل ولا سيما عندما يستثمر في الإرهاب من أجل تأمين احتلاله.
قادة الجيوش الثلاثة.. قالوها بوضوح: لن نبقي بقعة واحدة في الدول الثلاث خاضعة لغير قواتها إلا بإذنها وموافقتها.. ولا مجال للمساومة على ذلك ومحاولة التلاعب بالمصطلحات والادعاءات وزعم الشراكة في محاربة الإرهاب.
بالتالي المعني بالرسالة وأبعادها الثلاثة.. هو كل من يجد نفسه متورطاً في مواقف مخالفة.. مهما كان وأينما كان.. والأبواب مفتوحة للتنسيق والتفاهم والمصالحات.. وإلا لا بد من استخدام القوة.. هو ما أوضحه دون أي التباس السيد وزير الدفاع السوري في رسالة واضحة وموجهة لكل من يهمه الأمر.
لا بد أن سورية تشعر الآن بقوة أخرى، ربما لم تكن تفتقدها، لكنها اليوم تعلن عن نفسها لدعم المواقف السياسية والعسكرية. وبالتالي هذا الاجتماع رغم طابعه العسكري كان بياناً سياسياً بامتياز.. يدعم الحلول السياسية ومواقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة، عندما توضع هذه المواقف في إطار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.. هل في هذا أو ذاك، قبول لاحتلال أراضي الغير..؟؟!!
نقش سياسي
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 20-3-2019
رقم العدد : 16936

آخر الأخبار
الرئيس الشرع والبطريرك يازجي ..وحدة السوريين صمام الأمان أمام محاولات التقسيم والتفكيك  "العدل" : عدم فك احتباس الحفارات التي تقوم بحفر آبار  بدون ترخيص   الشيباني مع المحافظين : الاستفادة من الدعم الدولي بما يخدم الأولويات المحلية   الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يوحنا العاشر يازجي وتأكيد على الدور الوطني        انفجار المزة ناجم عن عبوة ناسفة مزروعة بداخل سيارة مركونة  المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا