بالمطب ّ نفسه

لم يكن ينقص المواطن في ظل حالة الفوضى والتسيب المنتشرة بالأسواق والارتفاعات الكبيرة وغير المنطقية بأسعار مختلف المواد والسلع خاصة الخضار والفواكه إلا أن يتلقى تلك البشرى غير السارة الواردة إليه من هيئة المنافسة ومنع الاحتكار ومضمونها أن أسهم الأسعار مستمرة في تصاعدها حتى منتصف آب القادم.
نعم في الوقت الذي يفترض أن تتحول فيه مواقع العمل الوظيفي وغيرها لخلية نحل تعمل وتضخ المبادرات الخلاقة والمتوافقة مع مرحلة التعافي وانطلاق مرحلة إعادة الإعمار المنتظرة والتي كان ثمن تهيئة بيئتها غالياً وعزيزاً ينشغل أغلبية السوريين بسعر كيلو البطاطا أو البندورة الذي وصل لـ 500 ليرة، وحتى باقة البقدونس حلقت وجعلت من صحن التبولة حلماً للكثيرين ولائحة الارتفاعات لمواد تعد من أساسيات مائدة أغلبية السوريين تطول.
وفي زحمة الأزمات اليومية التي يعيشها المواطن السوري قد يبدو من غير المنصف تجاهل جملة من العوامل التي أثرت بشكل واضح في الواقع المعيشي المتردي للناس وفي مقدمها تلك الإجراءات الاقتصادية أحادية الجانب ضد الشعب السوري التي تبذل الجهات التنفيذية جهوداً للحد من تأثيراتها على الواقع الاقتصادي والمعيشي للناس.
ولكن لا يمكن أن نتجاوز التقصير الحاصل من قبل العديد من الإدارات العامة وضعف الرؤى والخطط أو الإجراءات الاستباقية التي يفترض أن تكون بديهية وحاضرة في ذهن أصحاب القرار خاصة مع كل المعطيات والمؤشرات التي تفيد بأن التحديات الاقتصادية والاجتماعية هي التي ستطغى على السطح بهذه المرحلة بعد هزائم الإرهاب عسكرياً.
وهنا نتساءل على سبيل المثال لماذا سخرت كل الإمكانات المادية واللوجستية لأهم وأكبر مؤسسة اقتصادية وهي السورية للتجارة إن لم تترجم بمثل هذه الحالات تدخلاً قوياً ومنافساً في السوق يكسر الاحتكار الحاصل فيه وتصحح المسار المنحرف المائل بشكل فاضح لصالح التجار.
وما يزيد الطين بلة كما يقال تلك القرارات والإجراءات المصرفية لجهة تثبيت سعر الصرف الخاص بإجازات الاستيراد للمستوردين عند حد 534 ليرة لتزيد من غلة أرباحهم الكبيرة وعلى حساب خزينة الدولة هذه المرة، في حين أن أبسط مواطن يعرف أن من يحدد سعر المواد بالأسواق ارتفاعاً أو هبوطاً هو سعر السوق السوداء. جردة حساب وتقييم تبدو بوادرها حالياً عبر توجهات حكومية عديدة ولكنها تتطلب توسيع مساحتها واستمراريتها خاصة على صعيد بعض الإدارات الفاسدة والمخربة.
هناء ديب

 

التاريخ: الخميس 21-3-2019
رقم العدد : 16937

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...