ترامب يتخلى عن دبلوماسية الذئاب .. وفجوره على مقاس صهيونيته… واشنطن تخبئ داعش بقفازها.. وبهلوانها يستعرض خدعة إنجازه بسيرك هزلي
لم تخفِ أمريكا ذعرها وحالة الهلع التي انتابتها مع قرب انتهاء الحرب الشرسة التي شنتها على سورية، واغلاق ملفات الإرهاب التي فتحت صفحاتها الدموية على مساحة الجغرافيا السورية، والتي أحرقت الدولة السورية اغلب اوراقها وستلقي بالبقية الارهابية المتبقية في محرقة التحرير الكامل للجغرافيا السورية، فالعته السياسي الذي استحوذ على ما تبقى من دبلوماسية الذئاب التي تنتهجها الادارات الاميركية فقدتها تدريجيا مع تسلم دونالد ترامب مقاليد الحكم الاميركي والذي اثبت رعونة وتهورا منقطعة النظير في التعاطي مع الملفات الدولية الشائكة فاق كل من سبقوه ليستحق بامتياز لقب الطائش الأبله الذي لا يعرف العواقب الكارثية بإنكاره حقوق الشعوب المعترف بها دوليا، وتعديه السافر على سيادة الدول في كل ما يتفوه به من تصريحات لا تنم الا عن شخص عديم الخبرة السياسية والاخلاقية.
ترامب المسكون بغيظ على الانتصار السوري والمتخبط في دائرة فشل مشاريعه لم يجد في حبال فجوره الا القفز على القوانين الدولية ليتشدق بتفاهات اعترافه بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان المحتل، فواشنطن التي تعتنق الإرهاب نهجا وتقتل شعوبا بأكملها، ولا تلتزم بقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن وكل ذلك انطلاقا من بلطجتها السافرة وخدمة لـ»إسرائيل» بالدرجة الاولى وطلبا لود ورضا متزعميها القتلة.
ويأتي الاعتراف الاميركي الوقح بالتزامن مع اعلان واشنطن الدعائي عن القضاء على التنظيم الإرهابي «داعش»، في الوقت الذي اعترفت فيه كل الصحف الغربية أن القضاء على «داعش» لا يعني أنه انتهى بل لا يزال خطره محدقا بالدول التي ارسلته الى سورية.
وفي تفاصيل الحدث السوري الذي تصدرت الاعترافات الامريكية الوقحة بخصوص الجولان السوري المحتل عناوينه، حيث تستمر التنديدات الرافضة لحماقة معتوه البيت الأبيض، فجدد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس موقف بلاده الذي يؤكد أن الجولان أرض سورية تحتلها «إسرائيل» منتقدا تصريحات ترامب حول الجولان السوري المحتل، ونقلت مجلة كونترا الألمانية عن ماس قوله «إن موقفنا لم يتغير بهذه القضية ونحن لا نعترف بقرار ضم «إسرائيل» للجولان وذلك بناء على قرارات مجلس الأمن» لافتاً إلى أن «الجولان جزء من سورية».
كما أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني وزير الحكومة يوشيهيدا سوغا أن موقف بلاده ثابت تجاه الجولان السوري المحتل ولم يتغير بعد تصريحات ترامب المنحازة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.
على الطرف الآخر لم يلبث رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن سمع تشدقات الرئيس الأمريكي حتى قرر مقابلة ترامب ليشكره بنفسه على ما ادلاه من خدمة الكيان الصهيوني، ويعتقد بعض المحللين أن هذه التصريحات تأتي دعما لنتنياهو الذي يواجه مشكلات سياسية مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست الصهيوني المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
من طرف آخر جاءت بيانات الصفاقة الاميركية في الوقت الذي أعلنت فيه مرتزقة «قسد» الوجه الاخر لداعش الارهابي والمدعومة اميركيا بأنها دحرت «داعش» لكنها حذرت في الوقت نفسه من ان خطره مازال موجودا ويهدد الدول الاوربية التي ارسلته لترك الباب مفتوحا لعقد صفقات قذرة جديدة قوامها الابتزاز والتهديد وفقا للأوامر الاميركية.
حديث مرتزقة «قسد» جاء متوافقاً مع ما نشرته الصحف الأمريكية عن موضوع التخلص من «داعش» ومخاطره حيث سلطت الصحافة الأمريكية الضوء على إعلان مرتزقة «قسد» نهاية «دولة االخرافة» التي أعلنها الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي في الموصل عام 2014.
وأكدت الصحف الأمريكية أن تنظيم «داعش» بمعناه المادي انتهى فعلياً، غير أنه لا يزال موجوداً، وأنه بدأ فعلياً حتى قبل نهاية معركة الباغوز تجميع نفسه والاستعداد للمرحلة المقبلة.
صحيفة نيويورك تايمز نشرت بدورها إنه في الأسابيع التي تلت إعلان ترامب الانتصار على «داعش» في كانون الأول الماضي، أعلن الارهابيون عن شن 182 هجوماً ارهابيا على الأقل في سورية، وإن هناك ميلاً للتسرع في إعلان التخلص منه سريعاً جداً وفي وقت مبكر.
فيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين ومحللين أمريكيين تحذيرهم من الاعتقاد بأن التنظيم الارهابي انتهى، إذ بحسب رأيهم فإن «الموالين» للتنظيم الارهابي ومع قرب تحرير الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها، غيروا مواضعهم، وأعادوا ترتيب صفوفهم؛ بانتظار لحظة أخرى تشبه اللحظة التي ظهروا بها.
كما نشرت الواشنطن بوست جزءاً من تقرير لوزارة الحرب الأمريكية، أشارت فيه إلى أن تنظيم «داعش» يعمل حالياً على تجديد الوظائف والقدرات الرئيسية لصفوفه بشكل أسرع، زاعمة الا انه في سورية من المحتمل عودة التنظيم الارهابي خلال 6- 12 شهراً، ولكن ستبقى المساحات التي يستعيدها محدودة.
اما صحيفة «الإندبندنت» البريطانية فدحضت المزاعم الاميركية بدحر داعش عبر مقالة عنونتها لا تصدقوا الضجيج، فالتنظيم الارهابي لم ينهزم وان القتال لايزال مستمراً خارج الباغوز رغم ادعاء سقوط المدينة بيد مرتزقة واشنطن لافتة الى أن داعش الارهابي لايزال يمتلك الكثير من الارهابيين الذين يقبعون رهن الاستعداد لبدء المعارك في محافظة إدلب شمال سورية جنباً إلى جنب مع جبهة النصرة الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي.
على الصعيد الميداني واصل الجيش العربي السوري عملياته ضد المجموعات الإرهابية بريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي وذلك في إطار رده على خروقاتها المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد وكبدها خسائر بالأفراد والعتاد.
ووجهت وحدات الجيش العربي السوري العاملة بريف حماة أمس ضربات مركزة على تجمعات وأوكار لإرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» الارهابية والمجموعات التي تتبع له في محيط بلدة جرجناز بريف إدلب الجنوبي، أسفرت عن القضاء على 10 إرهابيين وتدمير أوكار وأسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
كما قضت وحدات من الجيش العربي السوري على مجموعات إرهابية مما يسمى «الحزب التركستاني» في محيط بلدة السرمانية بريف إدلب الجنوبي الغربي.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأثنين 25-3-2019
رقم العدد : 16939